Dr.Fadil

أول خط عربي قديم هو المسند الحميري.. ولا لغة لحمير وسبأ ويعرب بن قحطان وأبنائه غير العربية  

أ.د فضل مراد

0

أول خط عربي قديم هو المسند الحميري.. ولا لغة لحمير وسبأ ويعرب بن قحطان وأبنائه غير العربية

 

في هذا البحث سأبين ما يلي

 

إثبات أن اللغة هي النطق والخط هو الرسم وهو شيء غير اللغة وتطور عبر القرون

وإثبات أن أول خط عربي هو الخط المسند الحميري كما سننقله عن أهل التاريخ والآثار والنقوش من المتقدمين والمعاصرين والمستشرقين

وما سنثبته عن النقوش المكتشفة في الجزيرة العربية في شمال الممكلة.

 

فنقول:

أولا يجب أن ألخص لك البحث في حقائق بحثية رجعت فيها إلى أهم كتب التاريخ والأنساب والطبقات وكتب اللغات والأبحاث المعاصرة وأبحاث المستشرقين ونتائج النقوش المكتشفة في شمال المملكة السعودية وغيرها.

 

_ أن العرب العاربة هم اليمن من ثمود إلى قحطان وأن لغتهم باتفاق هي اللسان العربي ومنهم تعلم إسماعيل كما في صحيح البخاري.

 

2_ أن اللغة هي النطق اللساني الذي به التخاطب.

 

3_ أن الخط غير اللغة فهو عبارة عن صناعة وفن تشكيلي معبرة عن اللغة فإن أكثر دول العالم كالاتحاد الاوربي مثلا تكتب لغتها بالحرف اللاتيني لكن تختلف عند كتابتها بعض الإختلاف فحرف اللغة الإنجليزية مشابه للألمانية وللفرنسية مع إختلاف طفيف في الشكل

لكن الفرق الجوهري هي اللغة وهي النطق اللساني فكل دولة لها لغة مستقلة ونطق مستقل ومثلها لغة ايران تكتب بالحرف العربي وليست عربية وباكستان تكتب بالعرب وليست عربية والتركية تكتب بالانجليزي وليست انجليزية وكانت من قبل تكتب بالحرف العربي فالخط غير اللغة المنطوقة.

 

4_ أن أقدم خط عربي هو رسم المسند الحميري

 

5_ أن الخطوط ألاخرى تشعبت من المسند وقد قرر شكيب أرسلان المختص في اللغات وتطورها في بحثه عن أكبر علماء الآثار في العالم اليوم أن أول من وضع الكتابة في العالم عرب اليمن، بخط المسند الحميري، وعنهم أخذ الفينيقيون الذين هم من عرب البحرين وما جاورها، وعنهم أخذ اليونان.

 

6_ أن الخط العربي قبل الإسلام بمئة عام كان نقوشاً غير مفهومة أصلها الخط المسند وهذا ما ثبت في النقوش شمال المملكة العربية السعودية.

 

7_ النقوش التي ثبتت شمال المملكة أثبتت تطور الكتابة العربية عبر التاريخ وتثبت أن أصل الخطوط كلها الخط المسند.

 

8_ أن شكل الخط الذي كان يكتب به الصحابة وكتب به المصحف

يشكل حقبة لتطور الرسم العربي

وكانوا يرسمون الألف بشكل حرف معكوف إلى اليمين كأنه لام مقلوبة.

 

9_ أن أصل الخط العربي المعاصرة بدأ في القرن الرابع الهجري.

انظر على سبيل المثال «تاريخ ابن خلدون» (1/ 524): «مجلة المنار» (30/ 128 بترقيم الشاملة آليا):

تاريخ اللغات السامية 192، وفي اللهجات العربية 34، 35، واللغة العربية قبل الإسلام: محاضرة للمستشرق فيشر، وفصول في فقه العربية 41، 42.

نظريات في الكتابة العربية كنانة أونلاين..

آراء ونظريات في اصل الكتابة جامعة بابل كلية الفنون الجميلة

تاريخ اللغات السامية، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت / لبنان

عبد العزيز حميد تاريخ الخط العربي عبر العصور المتعاقبة 1-3 ج1، Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية، ISBN 978-2-7451-8923-3

أصول الكتابة العربية الدكتور محمد بلاسي مجلة التاريخ العربي.

 

والآن إلى التفصيل والبيان فأقول:-

 

اللغة : هي ما تنطق بها أمة أو شعب وتتكلم بها وتتخاطب

فهذا هو اللسان..

أما تحويل هذا إلى رسم مكتوب

فهو علم الرسم والخط

توضيح ذلك بمثال: معاصر

اللغة الإيرانية والاوردية التي يتكلم بها الباكستان ،ولها نطق خاص بها، لكن كتابتها وحروفها كتبت بالرسم العربي المعاصر وهذا لا يجعلها لغة عربية ولا يخرجها عن اللغة الإيرانية والأوردية.

وكذلك اللغة التركية لغة خاصة في نطقها، وكانت مكتوبة بالحرف العربي الواضح من اليمين إلى الشمال

ثم بعد ذهاب الدولة العثمانية

غيروا أحرفها ولم يغيروا نطقها فأصبحت أحرفها مرسومة بالأحرف بصورة الأحرف الإنجليزية، وكل هذه التغييرات في رسم الحروف وشكل الكتابة لم يخرجها عن كونها تركية.

 

فلا يمكن أن يأتي باحث ليقول أثبتوا لي أنها لغة تركية أو إيرانية، وينفي بذل كونهم أتراكا أو باكستنانيين أو تركاً، لأنه وجد حروف لغتهم إما إنجليزية أو عربية، وهكذا اللغة الفرنسية والألمانية والأسبانية وعموم الدول الاوربية سوى اليونان وبلغاريا، حروفها مرسومة طبقا للحروف اللاتينية التي صورة رسمها هو الحرف الإنجليزي المعروف مع زيادة حركات، فجميع هذه الدول تستعمل صورة حروف واحدة

مع اختلاف لغاتهم الشاسع ونطقهم وهويتهم وحركات تخاطبهم، فهنا لغة ألمانية وأنجليزية وفرنسية وغير ذلك على عدد دول الاتحاد الأوربي.

 

فهل نقول هذا دليل على أن الفرنسيين ليسوا فرنسيين لأنا وجدنا حروفهم إنجليزية، وهل نقول الألمان ليسوا ألمان ولا لهم لغة لأن حروفها هي الإنجليزية باختلاف يسير.

 

الخلاصة أن علم الخط والكتابة لا علاقة له باللغة بل هي رموز تعبيرية فقط عن التخاطب وهذا ما أتفق عليه علماء الخط والنقوش واللغات

وهذا كتبهم في الموسوعات راجعها ..

 

وقد أثبت المؤرخون عبر النقوش في جزيرة العرب شمالا وجنوبا

أن كتابة الحرف العربي وأشكاله تختلف من حقبة إلى أخرى

فهناك الرسم المسندي وهو خط حمير وهو أول شكل للخط العربي ومنه تفرعت الخطوط كما سأثبت لك من أقوال أكبر علماء التاريخ واللسان والآثار من المتقدمين والمستشرقين

وليست هناك لغة حميرية وسبأية كما يعتقد العامة وكما يتصور بعض من لم يطلع على البحوث والدراسات في تاريخ النقوش والخطوط ..

 

بل يعرب بن قحطان وجميع نسله من الحميريين ناطقين بالعربية، ومنهم قبيلة جرهم التي ثبت في صحيح البخاري تعليمهم لإسماعيل، وهذا نص صريح مع إجماع وتواتر عند جميع أهل النقل والتاريخ والحفاظ والنسابة واللغة والطبقات والسير، أن اللغة المنطوقة ليعرب بن قحطان وجرهم والعرب البائدة وهي العرب العاربة كانت النطق باللسان العرب.

 

أما رسم اللغة فهذا علم آخر لا علاقة له بالنطق، بل هو فن معروف للكل، فخط المسند كان في حمير وهو خط اللغة العربية حينها ومنه تفرعت الخطوط كما أثبت ذلك ابن خلدون.

 

وقد انقسم الباحثون في الخطوط والنقوش، إلى قسمين رئيسيين في أصل الخط العربي المعاصر.

 

وهي تتمحور حول مصدري اشتقاق أساسيين، الأول: تبناه معظم مؤرخو العرب قديمًا ويقول بأنه مشتق من الخط المسند، والذي عُرف منه أربعة أنواع هي الخط الصفوي نسبة إلى تلول الصفا، والخط الثمودي نسبة إلى ثمود سكان الحِجْر، والخط اللحياني نسبة إلى لحيان، والخط السبئي أو الحميري الذي وصل من اليمن في جنوب الجزيرة العربية إلى الحيرة ثم الأنبار ومنها إلى الحجاز غرب الجزيرة العربية[2][3] .

 

الآخر: تبناه البحث العلمي الحديث ومعظم علماء اللُّغَوِيَّات العرب والمستشرقين[5] ويقول بأن الخط العربي مُشتق من حلقة الخط الآرامي لا المسند، وقالوا أن الخط الفينيقي تولد منه الخط الآرامي ومنه تولد الهندي بأنواعه والفارسي القديم والعبري والمربع التدمري والسرياني والنبطي.

وقالوا أن الخط العربي قسمان الأول: كوفي وهو مأخوذ من نوع من السرياني يقال له الأسطرنجيلي؛ والآخر: النسخي وهو مأخوذ من النبطي.

 

والصحيح الذي أثبته محققوا التاريخ من المتقدمين كابن خلدون ومن المستشرقين علماء النقوش والأثار والخط.

وسأذكر لك هنا عالمين هما:-

«(مورتيز) الألماني المعدود من أشهر

علماء هذا الفن في العالم كله، وله فصل طويل في الكتابة العربية نُشر في دائرة المعارف الإسلامية؛

والأستاذ (هس) السويسري مدرس الألسن الشرقية في جامعة

(زوريخ) وهو من أصحاب القدم الراسخة في تاريخ الخطوط عامة والخط العربي خاصة».

انظر «مجلة المنار» (30/ 128 بترقيم الشاملة آليا):

وقد نقل عنهم شكيب أرسلان في بحثه المنشور في مجلة المنار

أن أول خط عربي هو الخط المعروف بالمسند الحميري، ومنه تطورت الخطوط العربية، والكثير غيرها في العالم، وهذا نفس ما قرره ابن خلدون وغيره من المؤرخين، أن الخط عبارة عن أشكال صناعية تعبر عن اللغة

وأن اللغة العربية التي نطق بها اليمانيون، عبروا عنها بخط المسند الذي انتشر بعد ذلك في العالم

وتطور وتشكل.

 

وتطور الخطوط أمر معروف فانظر فقط إلى مصحف عثمان كانوا يكتبون الألف مثل حرف L في اللغة الخط اللاتيني والانجليزي، وما تطور الخط العربي، إلا في وسط القرن الرابع، ولذلك حاول بعض المستشرقين الطعن في نسخة الرسالة للشافعي لأن خطها ليس بشكل الخط في ذلك القرن، وقد رده العلماء بإثبات وجود ذلك الخط في القرن الثاني كما هو في مخطوطات الدار المصرية.

 

إذا تبين لك هذا

فنؤكد على حقيقتين :

الأولى: أن اللغة واللسان معناها الكلام المنطوق الذي تحرك به اللسان.

الثانية: أن الخط هو رسم تلك اللغة وقد تطور من الأشكال والرموز إلى الحروف وأقدمها المسند الحميري الذي كان هو الخط العربي آن ذلك

الثالثة: لا علاقة بين اللغة ونوع الخط فقد فإن أكثر دول العالم تكتب لغتها بالحرف اللاتيني وهو ما عليه دول الاتحاد الأوربي لكن تختلف عند كتابتها بعض الاختلاف فحرف اللغة الإنجليزية مشابه للألمانية وللفرنسية مع اختلاف طفيف في الشكل لكن الفرق الجوهري هي اللغة وهي النطق اللساني فكل دولة لها لغة ..

 

وسأنقل لك نقلا مطولا هاما إن كنت حريصا على العلم.

أحدهما خلاصة بحوث علمية لشكيب أرسلان أمير اللغة والبيان العربي

يثبت فيه أن أول خط عربي هو خط المسند.

وإليك نص كلامه … «مجلة المنار» (30/ 128 بترقيم الشاملة آليا):

«(أول من وضع الكتابة في العالم عرب اليمن، وعنهم أخذ الفينيقيون

الذين هم من عرب البحرين وما جاورها، وعنهم أخذ اليونان. والحروف اللاتينية لا تصلح للغة العربية، ولا للشعوب العربية والإسلامية أبدًا)»

والثاني لابن خلدون

ونبدأ به …

قال ابن خلدون

«تاريخ ابن خلدون» (1/ 524):

«‌‌الفصل الثلاثون في أن الخط والكتابة ‌من ‌عداد ‌الصنائع ‌الإنسانية

وهو رسوم وأشكال حرفيّة تدلّ على الكلمات المسموعة الدّالّة على ما في النّفس. فهو ثاني رتبة من الدّلالة اللّغويّة وهو صناعة شريفة إذ الكتابة من خواصّ الإنسان الّتي يميّز بها عن الحيوان. وأيضا فهي تطلع على ما في الضّمائر وتتأدّى بها الأغراض إلى البلاد [1] البعيدة فتقضي الحاجات وقد دفعت مؤنة المباشرة لها ويطّلع بها على العلوم والمعارف وصحف الأوّلين وما كتبوه من علومهم وأخبارهم فهي شريفة بهذه الوجوه والمنافع. وخروجها في الإنسان من القوّة إلى الفعل إنّما يكون بالتّعليم وعلى قدر الاجتماع والعمران والتّناغي في الكمالات والطّلب لذلك تكون جودة الخطّ في المدينة إذ هو من جملة الصّنائع.

وقد قدّمنا أنّ هذا شأنها وأنّها تابعة للعمران ولهذا نجد أكثر البدو أمّيّين لا يكتبون ولا يقرءون ومن قرأ منهم أو كتب فيكون خطّه قاصرا أو قراءته غير نافذة. ونجد تعليم الخطّ في الأمصار الخارج عمرانها عن الحدّ أبلغ وأحسن وأسهل طريقا لاستحكام الصّنعة فيها. كما يحكى لنا عن مصر لهذا العهد وأنّ بها معلّمين منتصبين لتعليم الخطّ يلقون على المتعلّم قوانين وأحكاما في وضع كلّ حرف ويزيدون إلى ذلك المباشرة بتعليم وضعه فتعتضد لديه رتبة العلم والحسّ في التّعليم وتأتي ملكته على أتمّ الوجوه. وإنّما أتى هذا من كمال الصّنائع ووفورها بكثرة العمران وانفساح الأعمال”.

 

وقد كان الخطّ العربيّ بالغا مبالغه من الإحكام والإتقان والجودة في دولة التّبابعة لما بلغت من الحضارة والتّرف وهو المسمّى بالخطّ الحميريّ.

 

وانتقل منها إلى الحيرة لما كان بها من دولة آل المنذر نسباء التّبابعة في العصبيّة والمجدّدين لملك العرب بأرض العراق. ولم يكن الخطّ

عندهم من الإجادة كما كان عند التّبابعة لقصور ما بين الدّولتين. وكانت الحضارة وتوابعها من الصّنائع وغيرها قاصرة عن ذلك.

 

ومن الحيرة لقنه أهل الطّائف وقريش فيما ذكر.

 

ويقال إنّ الّذي تعلّم الكتابة من الحيرة هو سفيان بن أميّة ويقال حرب بن أميّة وأخذها من أسلم بن سدرة. وهو قول ممكن وأقرب ممّن ذهب إلى أنّهم تعلّموها من إياد أهل العراق لقول شاعرهم:

قوم لهم ساحة العراق إذا … ساروا جميعا والخطّ والقلم

وهو قول بعيد لأنّ إيادا وإن نزلوا ساحة العراق فلم يزالوا على شأنهم من البداوة. والخط من الصّنائع الحضريّة.

 

وإنّما معنى قول الشّاعر أنّهم أقرب إلى الخطّ والقلم من غيرهم من العرب لقربهم من ساحة الأمصار وضواحيها.

 

فالقول بأنّ أهل الحجاز إنّما لقّنوها من الحيرة ولقّنها أهل الحيرة من التّبابعة وحمير هو الأليق من الأقوال.

 

ورأيت في كتاب التّكملة لابن الأبّار عند التعريف بابن فرّوخ الفيرواني القاسي الأندلسي من أصحاب مالك رضي الله عنه واسمه عبد الله بن فروخ بن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم. عن أبيه قال: قلت لعبد الله بن عبّاس: يا معشر قريش، خبّروني عن هذا الكتاب العربيّ، هل كنتم تكتبونه قبل أن يبعث الله محمّدا صلّى الله عليه وسلّم تجمعون منه ما أجتمع وتفرّقون منه ما افترق مثل الألف واللام والميم والنّون؟ قال: نعم. قلت: وممّن أخذتموه؟ قال: من حرب بن أميّة. قلت! وممّن أخذه حرب؟ قال: من عبد الله بن جدعان.

قلت: وممّن أخذه عبد الله بن جدعان؟ قال: من أهل الأنبار. قلت: وممّن أخذه أهل الأنبار؟ قال: من طارئ طرأ عليه من أهل اليمن. قلت وممّن أخذه ذلك لطارئ؟ قال: من الخلجان بن القسم كاتب الوحي لهود النبيّ عليه السّلام. وهو الّذي يقول:

أفي كلّ عام سنّة تحدثونها … ورأي على غير الطّريق يعبّر.

والموت خير من حياة تسبّنا … بها جرهم فيمن يسبّ وحمير انتهى ما نقله ابن الأبار في كتاب التّكملة. وزاد في آخره: حدّثني بذلك أبو بكر بن أبي حميره في كتابه عن أبي بحر بن العاص عن أبي الوليد الوقشي عن أبي عمر الطلعنكي بن أبي عبد الله بن مفرح. ومن خطّه نقلته عن أبي سعيد بن يونس عن محمّد بن موسى بن النعمان عن يحيى بن محمّد بن حشيش بن عمر بن أيوب المغافري التّونسي عن بهلول بن عبيدة الحمّي عن عبد الله بن فرّوخ. انتهى.

وكان لحمير كتابة تسمّى المسند حروفها منفصلة وكانوا يمنعون من تعلّمها إلّا بإذنهم. ومن حمير تعلّمت مضر الكتابة العربيّة إلّا أنّهم لم يكونوا مجيدين لها شأن الصّنائع إذا وقعت بالبدو فلا تكون محكمة المذاهب ولا مائلة إلى الإتقان والتّنميق لبون ما بين البدو والصّناعة واستغناء البدو عنها في الأكثر. وكانت كتابة العرب بدويّة مثل كتابتهم أو قريبا من كتابتهم لهذا العهد أو نقول إنّ كتابتهم لهذا العهد أحسن صناعة لأنّ هؤلاء أقرب إلى الحضارة ومخالطة الأمصار والدّول. وأمّا مضر فكانوا أعرق في البدو وأبعد عن الحضر من أهل اليمن وأهل العراق وأهل الشّام ومصر فكان الخطّ العربيّ لأوّل الإسلام غير بالغ إلى الغاية من الإحكام والإتقان والإجادة ولا إلى التّوسّط لمكان العرب من البداوة والتوحّش وبعدهم عن الصّنائع».

 

واقرأ بقية كلامه في المقدمة …

 

أما النقل الثاني فهو معاصر من أكبر علماء اللغة والخط والآثار في العالم

«مجلة ا لمنار» (30/ 128 بترقيم الشاملة آليا):

وهو نقل مطول إن كنت حريصا على العلم.

وإليك نص الكلام منقولا عن المنار

البحث لأمير البيان واللغة شكيب أرسلان

قال …

«(أول من وضع الكتابة في العالم عرب اليمن، وعنهم أخذ الفينيقيون

الذين هم من عرب البحرين وما جاورها، وعنهم أخذ اليونان. والحروف اللاتينية لا تصلح للغة العربية، ولا للشعوب العربية والإسلامية أبدًا)»

 

….

فالأستاذ موريتز يذهب إلى ما هو معروف عند جميع العلماء من أن الكتابة، وقعت بالتدريج، وأنها كانت في البداية صورًا تامة، فإذا أريد التعبير عن الأكل.

مثلاً رسم الكاتب صورة رجل يأكل، وإذا أُريد التعبير عن النوم رسم صورة رجل نائم على فراشه، وإذا كانت العبارة عن الضرب رسم رجلاً يضرب رجلاً آخر

وهلم جرًّا، وهذا الخط التصويري الذي يسمى بالهيروغليف في مصر وبالمسماري، في العراق والذي منه آثار عند قدماء سكان أمريكا قد مست الحاجة إلى اختصاره، وفي الصين لا يزال التصوير غالبًا على الخط.

يقول البروفسور موريتز: إن أول واضع للكتابة على شكلها الحالي منتقلاً، من الصورة التامة إلى الإشارة الجزئية يجب أن يكون رجلاً عربيًّا من أهل اليمن.

ويقول إن الأستاذ ليتمان يرى هذا الرأي نفسه.

ويضرب مثلاً فيقول: كانوا في عهد الكتابة بالصور إذا أرادوا ذكر العين

صوروها كما هي أي هكذا (.) ثم عندما أرادوا الكتابة بالإشارات المختصرة عن الصورة جعلوا حرف العين بصورة العين الباصرة فجلعوا حرف العين هكذا (5 أو ع) ثم إن الباء مختصرة من صورة البيت فالبيت صورته هكذا D، كما لا

يخفى لأن الأصل في البناء يكون مكعبًا، فعندما أرادوا الاختصار رسموا البيت هكذا (ب) وتجد أن هذه هي صورة حرف الباء المشتقة من البيت، أما نقط الباء، فهو متأخر العهد، والعلماء مجمعون على أن النقط في العربي لم يقع الاصطلاح عليه إلا في القرن الأول للهجرة.

ويستدل الأستاذ على أن بداية الخط وقعت عند عرب اليمن بما يأتي:

أن المدنية البابلية ترجع إلى ثلاثة آلاف سنة قبل المسيح، وإذا رجعنا إلى حفريات الإنكليز والأمريكيين الحديثة في (أرز) الكلدانية نجد أن مدينة بابل كانت زاخرة مستبحرة العمران قبل المسيح بأربعة آلاف سنة.

والقرائن تدل على أن مدنية بابل جاءت إلى بابل من بلاد العرب.

ووجدت في بابل أسماء (حمورابي) و (عميصادق) وهي هذه الأسماء نفسها وجدت في اليمن بلفظ (عمي رافع) و (عمي صادق) وإنما تحرف في

بابل قليلاً، ومن هذا وغيره استدل علماء الآثار على أن أصل المدنية البابلية هو من اليمن.

وأما (الألف باء (Alphabet) فقد وجدت في اليمن، بل في الدنيا كلها

قبل المسيح بألفي سنة، وأقدم خط عربي وُجد في اليمن، ويقال له المسند، وقد أخذه الفينيقيون وأدخلوا عليه بعض تغييرات، هذا هو رأي المحققين الذي عوَّلوا عليه أخيرًا بعد أن كان العلماء يظنون أن الفينيقيين هم الذين سبقوا الأمم كلها إلى الكتابة.

ولعل الذي حمل علماء أوربة على نسبة إيجاد الكتابة إلى الفينيقيين هو كون اليونان أخذوا الكتابة عن هؤلاء، وكان ناقل الكتابة من الفينيقيين إلى اليونان رجلاً اسمه (قدموس) ومعناه (شرقي) .

فاليونان يعلمون أن الكتابة وصلت إليهم من الشرق، وهم نشروها في الغرب، وكان اليونان يكتبون نظير الشرقيين من اليمين إلى الشمال، ولم يكتبوا من الشمال إلى اليمين إلا فيما بعد، ولم يكن عند اليونان بادئ ذي بدء سوى عشرين حرفًا، ثم صاروا يزيدون عليها.

 

وأما الخط الأقدم وهو المسند الذي هو أصل الخطوط كلها فهو ثلاثة أنوع، وكلها كانت حروفها منفصلة كالحروف الإفرنجية الآن، وهذه الأنواع الثلاثة هي:- الخط اللحياني والثمودي والصفاءلي (نسبة إلى حرَّة الصفاة التي وُجدت فيها كتابات بهذا الخط) .

ومن الخطوط العربية الخط السبآءلي، قيل إنه وُجد قبل المسيح بستمائة سنة، إلا أن العلامة موريتز يقول إنه وُجد قبل المسيح بألفي سنة.

ومن الخط السبآءلي نوع جديد وُجد منه كتابات في الرحبة شرقي جبل الدروز، ترجع إلى ما بعد المسيح بثلاثمائه سنة، ووجدت خطوط سبائية بين الكتابات اليونانية التي وُجدت هناك.

والخط الثمودي هو قبل السبآءلي، وهو والصفاءلي مختصران من المسند، ومن هذه الخطوط جاء الخط النبطي الذي هو أول خط وُصلت فيه الحروف بعضها ببعض (Corsif) والخط النبطي هذا هو أصل الخط العربي الموصول المسمى بالنسخي، وقد تسنى للعلماء بحسب ما حققوه إلى هذا اليوم تتبع سير الخط العربي

منذ أول إيجاده إلى أن تقرر الخط النسخي الحالي، وأن هذه الآراء هي نتيجة ما انكشف إلى الآن وستبقى معولاً عليها إلى أن يجد في الحفريات ما يغايرها أو يعدلها.

 

المقالة الثانية

تقدم لنا في (العهد الجديد) ذكر آراء بعض العلماء المستشرقين المتخصصين في أمر الكتابات السامية، ومنهم الاستاذ موريتز الألماني الذي هو مجمع على أن

أقدم من كتب على وجه الأرض هو رجل عربي من اليمن، وعلى أمر آخر وهو أن اللغة العربية لا يجوز أن تكتب إلا بالحروف العربية… )

 

راجع البحث في مجلة المنار

 

ثالثا: النقوش المكتشفة في حديثا في عصرنا في شمال المملكة العربية السعودية وهي نقوش للخط العربي القديم وكيف تطور عبر القرون

وهي أربعة أنواع:-

وهذه النقوش عبارة عن كلام خال من الحركات الطويلة أو القصيرة، مكتوب على الأحجار والقبور؛ أي: إنه منقوش على هذه الصخور، وقد وُجِدت هذه النقوش مكتوبة بخط يُشبه الخط العربي، فيما بين القرن الرابع قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي، وهي ثلاثة أقسام:

1- النقوش الصفوية:

وسُمِّيت بذلك نِسبةً إلى مكان وجودها في شمال شبه الجزيرة العربية في المنطقة الواقعة بين جبال الدروز وتلول أرض الصفاة؛ أي: في جنوب سوريا وشمال فلسطين، وجنوب شرق لبنان، وبها نُقوش قد تُقرأ من اليمين للشمال، وأخرى تقرأ من الشمال لليمين، وأخرى تُقرأ من أسفل إلى أعلى.

2- النقوش اللحيانية:

وسُمِّيت بذلك نِسبةً إلى قبائل لحيان التي استوطنت شمال شبه الجزيرة العربية وغربها، وفي شرق سيناء، وبها نقوش تقرأ من اليمين للشمال، وأخرى تُقرأ من الشمال لليمين.

3- النقوش الثمودية:

وسُمِّيت بذلك نِسبةً إلى قبيلة ثمود التي كانت تسكن جنوب مكة إلى تهامة العسير، ونقوشها موجزة جدًّا، حتى ليكاد المعنى يَخفى على القارئ تمامًا، ويصبح عرضة لتأويلات شتى انظر البحث على شبكلة الألوكة ..

 

والخلاصة في حقائق أعيدهما ..

1_ أن العرب العاربة هم اليمن من ثمود إلى قحطان وأن لغتهم باتفاق هي اللسان العربي ومنهم تعلم إسماعيل كما في صحيح البخاري

2_ أن اللغة هي النطق اللساني الذي به التخاطب .. وهو لغة قحطان العرب العاربة ولغة عدنان ولد أسماعيل العرب المستعربة ومنه تعلم اللغة .

3_ أن الخط غير اللغة فهو عبارة عن صناعة وفن تشكيلي معبرة عن اللغة

4_ أن أقدم خط عربي هو رسم المسند الحميري .

5_ أن الخطوط ألاخرى تشعبت من المسند وقد قرر شكيب أرسلان المختص في اللغات وتطوها في بحثه عن أكبر علماء الآثار في العالم اليوم أن أول من وضع الكتابة في العالم عرب اليمن، بخط المسند الحميري، وعنهم أخذ الفينيقيون

الذين هم من عرب البحرين وما جاورها، وعنهم أخذ اليونان)».

6_ أن الخط العربي قبل الإسلام بمئة عام كان نقوشا غير مفهومة أصلها الخط المسند وهذا ما ثبت في النقوش شمال المملكة العربية السعودية .

7_ النقوش التي ثبتت شمال المملكة أثبتت تطور الكتابة العربية عبر التاريخ وتثبت أن أصل الخطوط كلها الخط المسند .

8_ أن شكل الخط الذي كان يكتب به الصحابة وكتب به المصحف

يشكل حقبة لتطور الرسم العربي

وكانوا يرسمون الألف بشكل حرف معكوف إلى اليمين كأنه لام مقلوبة ..

9_ أن أصل الخط العربي المعاصرة بدأ في القرن الرابع الهجري .

 

كبته

أ.د. فضل مراد

أمين لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر

 

صور من النقوش المكتشفة حديثا للخطوط العربية تبين تطورها

في الجزيرة العربية

 

وهي قبل الاسلام بثلاث مئة سنة واقلها قبل الاسلام بمئة سنة

 

وفي الصور صورة قديمة للخط الكوفي

 

وصورة لخط مصحف عثمان

وصورة لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم الى المنذر بن ساوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.