مسألة الماء المستعمل الشهيرة
قضيّة الماء المستعمل الشهيرة ما فتئتُ أبحثُ لها وأفتّش عن أدلّة وهي قضيّة فقهيّة عجيبة مشهورة! ممّا لم يوجد لها ولن يوجد لها دليل عن الله ولا عن رسوله؛ سوى تعليلات متوهمة وفي القول بها خلاف طويل بين المذاهب، فمنهم من قال: “الماء المستعمل لا تجوز الطهارة به”، وقال البعض:” نجس”، وقال البعض: “مكروه”. وقال البعض:” مباح “، فمن اطلع على دليل أتىٰ به، ومن لا فكيف يدين الله عبد بما لا سند له في الشرع ولا ثبوت، خاصّة في أمر تكرر تكرر الأيام مع النبي-صلِى الله عليه وسلم- وصحبه – رضوان الله عنهم- وثبت إن الماء لا يجنب والماء طهور (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ) وكانوا يقتتلون على وضوئه وصبّ على جابر من وضوئه ، وكانوا في زمنه يتوضأون جميعاً، وكان يغتسل مع نسائه وبعدهن وقبلهن، ولم يأتِ من قال بأنه نجس أو طاهر غير مطهر بحجة بيّنة،
ثم بنى المتأخرون على هذا الأصل فروعاً عجيبة! وتفاريع غريبة بعيدة عن روح الشريعة وتيسيرها وسماحتها ولو كان هذا من عند الله لبينه النبي -صلى الله عليه وسلم- وبلغه الأمة.
أ.د. فضل مراد
أمين لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر