منهج الشيخ فضل مراد وقضايا العصر
يعد الدكتور فضل مراد من أبرز العلماء اليمنيين الذين برزوا خلال العقدين الماضيين، ولو لم يكن من ثمار جامعة الإيمان إلا تخريج كوكبة من العلماء أمثال الدكتور فضل مراد لكفاها فخرا .
من يقرأ سيرته الذاتية ومؤلفاته الفقهية ويتابع برامجه الرائعة في الفضائيات العربية يفخر أن اليمن أنجبت هذا الفقيه الموسوعي العارف بعصره والمطلع على الأحداث والذي يمتلك رؤية شرعية ثاقبة لقضايا العصر ومشكلاته ، إذ بينما تقوقع الكثير من الفقهاء على قضايا الفقه التقليدية تصدى الدكتور فضل مراد لمعالجة قضايا العصر ومستجداته ووضح حكم الشرع فيها حيث ألف فيها كتابه المهم” المقدمة في فقه العصر ” والذي صار مرجعا مهما لطلبة العلم وللباحثين عن حكم الشرع في قضايا العصر، ولم يكتف الدكتور فضل بهذا الكتاب المتميز بل أن برامجه في الفضائيات ودروسه في الجامعات عن الحكم الشرعي في قضايا العصر ومشكلاته أفادت طلبة العلم الشرعي في معالجة كثير من المستجدات التي تواجهها الأمة اليوم، حتى صار نموذجا للعلماء المتميزين في هذا المجال، والذين عايشوا هموم الناس وقضاياهم وأوجدوا لهم الحلول الشرعية للمشكلات التي يواجهونها في حياتهم اليومية .
فمثلا خلال جائحة كورونا التي عمت العالم بدرجات متفاوتة قدم الدكتور فضل مراد الأجوبة الشافية لكافة التساؤلات التي نشأت مع حلول هذه الجائحة ومنها فتواه الشهيرة بأن ” الصيام لا يترخص بسبب الخوف من كورونا وأنه لا يجوز الفطر إلا للمريض فعلا كما بين الله تعالى وأن الفتاوى تؤخذ من كبار الفقهاء لا من الناشطين والمغردين” وأوجب حفاظ الإنسان على صحته النفسية لأن الإنسان إن لم يحافظ على صحته النفسية قد يؤدي إلى الانهيار أمام مرض فيروس كورونا من كثرة الوساوس والخوف وأن قوة الدولة وصرامتها ومصداقيتها تقاس في التعامل مع الوباء وأن تحقيق العدل أهم عوامل النجاح لمواجهة كورونا، وغيرها من الفتاوى المهمة.
نقلا عن موقع / الملتقى اليمني