الدكتور فضل مراد مسيرة علمية لمدرسة يمانية متجددة . الحلقة الأولى
د. محمد السعيدي
(1)كتاب ” مقدمة فقه العصر” ومؤلفه العلاّمة المستشار فضل بن عبد الله مراد
ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، قال : ” إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ” صحيح ـ أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم برقم 3740والحاكم في المستدرك، 4/522، والبيهقي في معرفة السُّنن والآثار، ص 52، والخطيب في تاريخ بغداد 2\61 ، وصحَّحه الألباني في سلسلته برقم 599، 2/150
وإن الأمة الإسلامية في هذا الزمان في أمس الحاجة إلى تحقق هذه البشارة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم-
ومما يلفت الانتباه ويستدعي التأمل أن في الحديث : ” لهذه الأمة ” .وهو ما يشعر أن هذا لتجديد بأي صورةٍ كان يهدف بالأساس إلى مصلحة هذه الأمة قاطبة ، بمختلف أجناسها وفئاتها و ويشمل الغالب من مصالحها السياسية والاقتصادية والفكرية والتربوية …
ولذا لابد أن تكون هناك علامة ظاهرة وواضحة في التجديد الحقيقي ، وهو أنه جهد مستفرغ لمصلحة الأمة ، وانتاج مبذول لأبناء هذه الأمة مهما كان مكانهم ومهما كان حالهم ومهما كانت أرضهم !
ولا أستطيع الجزم أن الشيخ فضلاً مجدد ولكني أتمنى أن يكون جهده هذا الذي قام به هو جزء من التجديد الموعود.
من هو الشيخ المستشار د. فضل بن عبد الله مراد؟
هو الشيخ المستشار د. فضل بن عبدالله مراد من بلاد ريمة –اليمن-
– دكتوراه شريعة وقانون.
– دكتوراه في الفقه وأصوله.
بالإضافة إلي شهادات أكاديمية في تخصصات علمية أخرى من طب وحاسوب وغيرها..
– له أكثر من 30 مؤلفا، إضافة إلى كتاباته في الصحف المحلية والدولية.
– عين عميدا لكلية الشريعة والقانون بجامعة الإيمان، وكذلك رَأَسَ عدة أقسام.
هيأ الله للدكتور فضل بأن جمع بين المدارس المختلفة في اليمن، فدرس عند أصحاب مدرسة أهل الحديث المتمثلة في مدرسة الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي وطلابه، ودرس في الجامع الكبير عند بعض علماء الزيدية، ودرس عند بعض مشايخ الشافعية، ودرس الدراسة الأكاديمية في جامعة الإيمان.
الشيخ فضل كما عرفته!
عرفت الشيخ فضلاً طالباً زميلاً وشيخاً أستاذاً، جاداً متميزاً، نابغاً مُبرزاً، فأما طالباً فقد كان يدرس معنا صباحاً في الجامعة الدراسة النظامية، وأما شيخاً وأستاذاً فقد كنا مساء وفي عطلة الأسبوع ننهل من علمه الجم ونستفيد من فقهه الغزير، ونتسابق إلى مجالسه، ونعود إليه في مسائلنا و استشكالتنا، وقد أفدت من مجالس شرح البخاري التي كان يعقدها مساء الجمعة وكانت روضة غناء بمختلف الفوائد وأنواع الفرائد، وكذلك مجالس الفقه الشافعية التي تدرج فيها من شرح ابن قاسم الغزي إلي منهاج النووي، بالإضافة إلى كتب المذاهب الأخرى.
الشيخ الدكتور فضل في عيون العلماء الكبار.
أتذكر أنه أتم المغني لابن قدامة قراءة علي يد شيخنا العلاّمة محمد المختار الشنقيطي من الجلدة إلى الجلدة وأمتحنه الشيخ وأجازه به أمامنا وبحضورنا في مسجد الجامعة وكنت علي ذلك من الشاهدين.
ثم قرأ بدائع الصنائع للكاساني وأمتحن فيه وأجازه شيخنا العلامة الكبير والأصولي الفريد عبد الكريم زيدان-رحمه الله-
كما أجازه شيخنا العلامة محمد بن إسماعيل العمراني فقيه اليمن وشيخ شيوخها…
وأثني عليه شيخنا العلامة شيخ الدعوة وأستاذها في اليمن عبد المجيد الزنداني ربما بما لم يثني علي أحد كما في مقدمة كتابه” المقدمة في فقه العصر” وسأورد شيئاً منها لاحقاً عند الحديث عن الكتاب.
وقد اطلعت علي خطابات مكتوبة بخط الشيخ العلامة يوسف القرضاوي يلقب الشيخ فضلاَ فيها بعلاّمة اليمن …
واستسمح الشوكاني أن أستعير كلامه الذي قاله في الإمام محمد بن إبراهيم الوزيراليماني و كتابه” العواصم والقواصم” لأقوله بتصرف يسير عن المستشار الدكتور فضل بن عبد الله مراد، مؤلف”مقدمة فقه العصر”
فأقول : “ولو خرج هذا الكتاب من غير الديار اليمنية لكان من مفاخر أهل تلك البلاد، لكن هناك للأسف من البلدان من تأبي إلا أن تغمط أهل اليمن وعلمائها محاسنهم، بل تسعي في دفن مناقب أفاضلهم والله المستعان…..”
يتبع إن شاء الله…
كتب الشيخ/ محمد السعيدي
فجر الثلاثاء 9شوال 1435هـ
برمنجهام-بريطانيا