وواجب الأخذ بعوامل النصر، وهي: الإعداد التام، والثبات، وذكر الله كثيرا، وطاعة الله ورسوله وترك التنازع، والصبر، وترك البطر، والرياء، والتكبر على الخلق بعدد أو عدة، ووجوب اعتقاد أن النصر من عند الله، وهذه مجموعة في قوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون* وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين» (الأنفال:45-46).
ومن كان مخذلا أو مرجفا حرم إخراجه في الجيش «لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة» (التوبة:47).
ويجوز إرسال العيون والاستخبارات على العدو كما ثبت في النصوص.
والإيهام والخداع والتحرك والتكتيك والقتال من أصول الحرب عرفاً وشرعاً على المستوى الدولي الرسمي وغيره «الحرب خدعة».
وإن اطلع على جاسوس للعدو قبض عليه لمحاكمته والنظر في أمره.
والإلهاب والتحفيز للمقاتلين والتحريض واجب «وحرض المؤمنين» (النساء:84)، وهذا أمر.
ويجب إنشاء جهة مسئولة عن ذلك كالتوجيه المعنوي؛ لأن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد.
ويختار مكان المعسكر بما يفيد قتاليا، ويشاور في ذلك كما ورد في بدر.
ويتفحص الرأي لأهل القيادة والخبرة فيما يتعلق بالقتال كما في بدر «وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين» (آل عمران:159).
ويكثرون من التضرع لله، وطلب النصر، والبعد عن المعاصي.
وواجب الالتزام بالأوامر للقيادة ويحرم عصيانها، وهو مأثم مؤدٍ إلى الفشل «ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين» (آل عمران:152). ولا إثم إلا من ذنب.
الحلقة السابعة من فقه الجهاد _ المقدمة في فقه العصر
أ.د. فضل_مراد
أمين لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر