الكذب في حرة المدينة:
أ.د. فضل بن عبد الله مراد
قمت بتتبع روايات الحرة الصحيحة وبعد بحث شديد تبين لي أنه لم يثبت من طريق صحيح أن يزيد بن معاوية أمر باستباحة المدينة ثلاثا.
وقد وفد فئام من المدينة المنورة وهم من ثاروا بعد ذلك
فأكرمهم يزيد بن معاوية
ووعدوه من الوفاء على البيعة ثم غدروا به فخلعوا بيعته ونكثوها ثم قاموا بحصار ألف من بني أمية في المدينة من المدنيين العزل نساء وصبيانا وشيوخا
وقطعوا الماء حتى كادوا أن يهلكوا، وضربوا عامل المدينة حتى هلك، وأعلنوا الخروج عن الجماعة وخلع يد الطاعة ونكث البيعة.
وموقف محمد ابن الحنفية بن علي ابن أبي طالب
وسائر علماء آل أبي طالب وبني هاشم كزين العابدين وابن عباس وغيرهم.
كانوا رافضين للنكث بيعة يزيد
وهذا موقف عامة كبار الصحابة بلا خلاف
وقد رد ابن الحنفية عليهم حيث زعموا أن يزيد شرب الخمر
فكذبهم وأشهدهم بالله أنهم رأوه فلم يفعلوا
فتبين من الرواية عن محمد بن الحنفية
كذب فرية
أن يزيد شرب الخمر وترك الصلاة وقد أقام عليهم الحجة وناظرهم عن معرفة.
ولم يخرج أحد من بني هاشم ولا بني عبد المطلب أيام الحرة بل وفوا بالبيعة وكذا عموم الصحابة المجتهدين والمفتين وغيرهم سوى من في صحبته خلاف كابن حنضلة
ثم اطلعت على قول محقق تاريخ الطبري في «صحيح وضعيف تاريخ الطبري» (4/ 86): «إلَّا أننا لم نجد رواية تاريخية صحيحة تؤكد أن يزيد بن معاوية أمر باستحلال المدينة لثلاثة أيام أو أن جيش الشام استحل المدينة لثلاثة أيام» انتهى
