Dr.Fadil

قراءة في موسوعة الدولة الأموية واسطة عقد خير القرون وخير دول الإسلام بعد الراشدين

أ.د فضل مراد

0

الآن … انتصار الحق والحقيقة

قراءة في موسوعة الدولة الأموية واسطة عقد خير القرون وخير دول الإسلام بعد الراشدين

لمؤرخ العصر : د. علي الصلابي

 

كتب:

أ.د. فضل بن عبد الله مراد

 

وصلتني الموسوعة المباركة فتأملتها وكتبت كتابة مطولة في مقدمتها أنقل منها هذه الشذرات في سلسلة:

 

الدولة الأموية دولة خلافة أعز الله بها الإسلام. (1)

 

أولا: إن هذه الموسوعة من قول كلمة الحق والانتصار للإسلام وتاريخه لأن هذه الدولة العظيمة هي أعظم دولة وخير دولة بعد الراشدين.

وقد ظلمت هذه الدولة وأعلامها ونشرت مساويها وطويت محاسنها، بسبب الصراع على السلطة والانقلاب الذي قامت به الدولة العباسية.

إن ديننا يدعو إلى العدل والحق والإنصاف ولو على العدو الكافر:

ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا.

فليس العدل قيمة اختيارية مزاجية خاضعة للأهواء والأمزجة بل فرض شرعي لا يسقط سلما ولا حربا.

لقد قرأت كثيرا عن الدولة وأعلامها، لكن الأمة الآن بحاجة لهذه الموسوعة فقد جمعت فأوعت وجمعت أقصاها وأدناها بنظر ثاقب وعلم غزيل وتحر شديد يراقب الله قبل الخلق.

هنا خلاصة السياسة وعمق الدولة ومعالم الإدارة الراشدة ومعاني السلطة الحقيقية

هنا يتمثل الفقه والتاريخ، هنا الرجال الذين صنعوا المجد وحملوا لواء الإسلام ومشروعه الحضاري إلى العالم.

إننا في حضرة الخلافة الأموية ورجالاتها، من الهادي المهدي الخليفة الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، من أمين الوحي وكاتبه وخال المؤمنين وصهر محمد صلى الله عليه وسلم

إلى واسطة العقد الأموي الخليفة الإمام القدوة العالم الزاهد عمر بن عبد العزيز.

إلى خاتمة هذا العقد.

 

ثانيا: الدولة الاموية خلافة

 

روينا بسندنا المتصل المسلسل بالمجتهدين من أهل اليمن عن شيخنا العمراني إلى الإمام الشوكاني إلى ابن الأمير ثم المقبلي إلى ابن حجر بسنده إلى «صحيح مسلم» (3/ 1453 ت عبد الباقي):

 

«قال: سمعت جابر بن سمرة يقول:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها. فقلت لأبي: ما قال؟ فقال (كلهم من قريش).»

 

لقد تكلم الحفاظ والعلماء على هذا الحديث:

وفسروه بثلاثة تفسيرات كلها تصب في الدولة الأموية الأول والثاني في الصميم

والثالث: لها منه نصيب مع بعده وضعفه.

 

ويكفي أن أذكر الوجهين الأول والثاني:

قال ابن الجوزي: «كشف المشكل من حديث الصحيحين» (1/ 450):

« فأول القوم يزيد بن معاوية، ثم ابنه معاوية بن يزيد – ولا يذكر ابن الزبير لكونه معدودا في الصحابة، ولا مروان بن الحكم لكونه بويع له بعد بيعة ابن الزبير، وكان ابن الزبير أولى منه فكان هو في مقام غاصب – ثم عبد الملك، ثم الوليد، ثم سليمان، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد بن عبد الملك، ثم هشام بن عبد الملك، ثم الوليد ابن يزيد، ثم يزيد بن الوليد بن عبد الملك، ثم إبراهيم بن الوليد، ثم مروان بن محمد، فهؤلاء اثنا عشر. ثم خرجت الخلافة منهم وانتقلت إلى بني العباس. »

 

وقد نقل الحافظ عنه هذا الوجه وظاهر كلامه الميل إليه وترجيحه.

وثم وجه آخر وهو أن الحساب من أول الراشدين أبي بكر الصديق إلى آخر خلافة عمر بن عبد العزيز.

لكنه يشكل أن الإسلام بقي عزيزا إلى أخر هذه الدولة والأمة مجتمعة مشرقا ومغربا.

 

قال الحافظ: في فتح الباري (13/ 214 ط السلفية):

«أرجحها الثالث من أوجه القاضي لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة: كلهم يجتمع عليه الناس وإيضاح ذلك أن المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته.

والذي وقع أن الناس اجتمعوا على أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين، فسمي معاوية يومئذ بالخلافة، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن، ثم اجتمعوا على ولده يزيد ولم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك، ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير، ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة: الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام، وتخلل بين سليمان، ويزيد، عمر بن عبد العزيز، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام، فولي نحو أربع سنين

 

ثم قاموا عليه فقتلوه، وانتشرت الفتن وتغيرت الأحوال من يومئذ، ولم يتفق أن يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك، لأن يزيد بن الوليد الذي قام على ابن عمه الوليد بن يزيد لم تطل مدته بل ثار عليه قبل أن يموت ابن عم أبيه مروان بن محمد بن مروان

 

ولما مات يزيد ولي أخوه إبراهيم فغلبه مروان، ثم ثار على مروان بنو العباس إلى أن قتل، ثم كان أول خلفاء بني العباس: أبو العباس السفاح، ولم تطل مدته مع كثرة من ثار عليه، ثم ولي أخوه المنصور فطالت مدته، لكن خرج عنهم المغرب الأقصى باستيلاء المروانيين على الأندلس، واستمرت في أيديهم متغلبين

 

عليها إلى أن تسموا بالخلافة بعد ذلك، وانفرط الأمر في جميع أقطار الأرض إلى أن لم يبق من الخلافة إلا الاسم في بعض البلاد، بعد أن كانوا في أيام بني عبد الملك بن مروان يخطب للخليفة في جميع أقطار الأرض شرقا وغربا وشمالا ويمينا مما غلب عليه المسلمون،

 

ولا يتولى أحد في بلد من البلاد كلها الإمارة على شيء منها إلا بأمر الخليفة، ومن نظر في أخبارهم عرف صحة ذلك فعلى هذا يكون المراد بقوله: ثم يكون الهرج يعني القتل الناشئ عن الفتن وقوعا فاشيا يفشو ويستمر ويزداد على مدى الأيام، وكذا كان والله المستعان.» انتهى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.