Dr.Fadil

نفحات من الموسوعة في مكارم الأمويين ومحاسنهم

أ.د فضل مراد

0

نفحات من الموسوعة في مكارم الأمويين ومحاسنهم .

 

تجد فيها تحقيقات وتحريرات عن شبهات حول أفضل دول الإسلام بعد الخلفاء وهي الدولة الأموية وقادتها: (2)

شذرات:

 

كتب: أ.د. فضل بن عبد الله مراد

 

من قراءة في موسوعة المؤرخ المؤرخ الكبير الصلابي:

الآن … انتصار الحق والحقيقة

 

قراءة في موسوعة الدولة الأموية واسطة عقد خير القرون وخير دول الإسلام بعد الراشدين

 

نفحات:

 

1_ تقدم إسلامهم

 

كعثمان بن عفان وخالد بن سعيد بن العاص.

وكانوا من المشاركين في الهجرتين للحبشة نساء ورجالا ومنهم أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان.

2_ لم يحملوا الحقد ولا الضغينة

إنما حملها من افترى عليهم واختلق العداوات بينهم وبين بني هاشم

وهذا من الافتراء والكذب، فقد كان الود والاحترام بينهم وكذلك المصاهرات بينهم وبين بني هاشم معروفة مشهورة تدل على ذلك، فقد تزج بنو أمية من بني هاشم في الجاهلية والإسلام فقد فعثمان تزوج بنتي رسول الله عليه الصلاة والسلام

رقية، ثم أم كلثوم وتزوجت زينب بأبي العاص وتزوج علي بن أبي طالب ابنة زينب وهي أمامة بعد موت فاطمة، وتزوج عبد الرحمن الأموي بنت علي بن أبي طالب خديجة، أما رملة بنت علي بن ابي طالب فتزوجها معاوية بن مروان بن الحكم. وزينب بن الحسن تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان. وفاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب تزجها عبد الله بن عمر بن عثمان بن عفان.

 

3_ بنو أمية رجال دولة وقادة

 

ولاهم الرسول صلى الله عليهم وأبو بكر بعد وعمر بعده وعثمان فهم ولاة في الإسلام دولة بعد دولة. حتى قال المؤرخون قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعظم رجالات بني أمية على مختلف الأعمال، من الولاية، والكتابة، وجباية الأموال، ولا نعرف قبيلة من قبائل قريش، فيها عمال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر منهم.

 

4_ لفظة الطلقاء

 

ظنها الحمقى عيبا مع أنها كرامة أكرمهم بها رسول الله فدخلوا الإسلام وجاهدوا وأنفقوا قال تعالى: «‌لا ‌يَسْتَوِي ‌مِنْكُمْ ‌مَنْ ‌أَنْفَقَ ‌مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)»

 

و إسلام معاوية بعد الحديبة على الصحيح، ولو أسلم مع الفتح لكان ماذا؟ والله سبحانه وعد الجميع الجنة ومعلوم أن معاوية وأباه واخوته وأمه جاهدوا وقاتلوا منهم من كان قبل الفتح كعثمان وغيره ومنهم بعد الفتح كمعاوية وغيره

فمن تكلم بكلمة بعد القرآن فهو مفتر على الله

 

5_ معاوية أمين الوحي

 

وأخته أم المؤمنين، فمن أمنه الله على وحيه قل أو كثر فهذا من التوفيق والاصطفاء، ولا يزال مجاهدا مقاتلا حتى مات، والجهاد أفضل الاعمال، وهذا تحقيق لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم «مسند أحمد» (29/ 426 ط الرسالة):

«عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية وقال: ” اللهم اجعله ‌هاديا ‌مهديا، واهد به “»

وشهد له بالجنة وشهد لابنه يزيد بالمغفرة «صحيح البخاري» (4/ 114):

عن «أم حرام، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “أول جيش من أمتي يغزون البحر ‌قد ‌أوجبوا”. قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: “أنت فيهم”. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم.»

ومعلوم أنه أول من غزا البحر وكان ابنه فيهم.

 

ومن طالع أعمال معاوية للإسلام وخدمته له وجهاده وحمله لرسالة الإسلام في ولايته الشام من زمن عمر ثم عثمان ثم في خلافته فطعن فيه أو تنقصه فهو ظالم لنفسه باغ أضل من حمار أهله أعمى الله بصره وبصيرته، ولا يلتفت إلى الشيعة فهم أكذب الناس بل أكذب من الكفار والمشركين والخوارج وسائر الملل الوبيئة والوضيعة لأنهم يجعلون الكذب دينا قاتلهم الله، فلولا حفظ الله لدينه لعملوا بالإسلام عمل اليهود والنصارى من التغيير والتبديل والتحريف.

 

أنبه على ما يلي:

 

1_ التفريق بين الملك والخلافة لا يصح فيه حديث والهدف من ورائها دعوى أن بني أمية من الملك العاض فتنبه وسيتضح للقارئ الكريم من خلال هذه الموسوعة المباركة فضل هذه الدولة على الإسلام وأهلة والأمة إلى يوم القيامة.

 

2_ كيفية انتقال الحكم ليس فيه نص بل اجتهاد فيمكن أن يكون باقتراح وترشيح كما في بيعة الصديق أو ولاية عهد كما فعل الصديق مع عمر أو بمرشحين ولجنة شورى كما في قضية الستة وقد يكون بالتنازل كما فعل الحسن مع معاوية وقد يكون بولاية العهد والبيعة كما فعل معاوية والخلفاء بعده

فالاسلام جعل آليات البيعة والولاية حسب وضع الامة تقدرها فما استتب به الوضع وتحققت به المصالح فهو المقصود لذلك جرت ولاية العهد إلى سقوط الدولة العثمانية مع إقرار سائر المذاهب.

ومن صورها المعاصرة الانتخابات والتنافس وهي شكل من اشكال البيعة وقد بينت ذلك في كتابي المقدمة في فقه العصر.

 

3_ كل ما ناقض القرآن في الصحابة فهو كذب فقد اثنى الله على الصحابة في كتابه فأي رواية تاريخية نجدها تحط منهم وتقدح فترمى في عرض الحائط.

 

من أهم مميزات هذه الموسوعة

 

لا استطيع أن أحصر مميزات هذه السفر المبارك لأن ما فيها بحر زخار وغيث مدرار لكن يمكن مع ما سبق أن أوجز ذلك في التالي:

1_ التحقيق الدقيق في الروايات

فمن ذلك

_لم يكن هناك عداء بين بني أمية وبين هاشم في الجاهلية وكله من كذب وتدليس المفترين والرواية فيها هشام الكلبي شيعي كذاب

_ومن ذلك نقد كتاب المقريزي وتبرئته منه وابطال ما زعمه العقاد من الصراع ونقد كلام المعاصرين الذين شكلوا كارثة علمية في عقول الأجيال ككتب طه حسين والعقاد والملحم والمودودي وسيد قطب وغيرهم كثير في ص 65

_ومن ذلك بيان أن أبا ذر اختار بنفسه أن يعيش في الربذة وتضعيف اشتراط الحسن الأموال

_ومن تلك الأمور الباطلة والواهية والضعيفة: بطلان ما نقله الكذابون من بغض معاوية للأنصار

_الكذب على أبي هريرة من الشيعة وإبطاله

_أكذوبة سب علي على المنابر .

_ضعف اشتراط الحسن للأموال الطائلة

_الروايات في الحرة منها استباحة المدينة ثلاثا لا تصح ومنها المبالغات في القتلى ومنها انتهاك الاعراض والنساء كذب وافتراء، وغير ذلك كثير في هذا الكتاب المبارك.

2_ التفنن في التقسم والصناعة التأليفية

وهذا فن خاص لا يعرف فضله إلا من مارس التأليف

وما أسهل الجمع والنقل والنسخ واللصق، أما الصناعة فهي مهارة وعلم ومعرفة وهو ما تميزت به هذه الموسوعة

فأنت تقرأ هنا الجانب الشخصي، ثم التاريخي، ثم التحليلي، ثم النقدي، ثم الصناعي من جهة المادة العلمية الغزيرة في باب معين كالسياسة، والمال ومصادره وموارده وإدراة الدولة والولايات والفتوحات والسياسات الخارجية والامن الداخلي، والقوات المسلحة والشرطة والمخابرات والحراسات الشخصية والموازنات القبلية والمطارحات الأدبية والجانب الإعلامي. والقادة والعلماء والمحدثين.

كل هذا هنا في هذه المجلدات.

3_ العمق والتحليل وإبراز الجزئيات

وهذا من أهم ما يميز القلم الفذ، فإن الولوج إلى بحر التفصيلات والجزئيات جزء من التفنن يلزم له خبرة وسعة اطلاع وصبر وتدفق معلومات ومصادر وتوفيق من الله.

وقد رأيت هذا بارزا في الموسوعة هذه والدخول في عمق الحياة الشخصية بدقة وتحليل ذلك ميزة واضحة تضيف قيمة للكتاب، فقد ذكر الشيخ عن حياتهم الشخصية ما يجب أن يطلع عليه المؤرخ والعالم والسياسي والقائد ليعرف إدارة الوقت والحياة والصراع وبناء القدرات وإدارة الوقت ولو كنت في هرم السلطة.

4_ الغزارة العلمية في الموسوعة

فلا تكاد تجد فقرة إلا ولها مراجعها مع غزارة المعلومة وتحري الصحة والعزو والأمانة العلمية.

5_ سعة الاطلاع للكتب المتقدمة والمعاصرة

سعة الاطلاع على عموم ما كتب في الموضوع سابقا ولاحقا حتى في الأمور الجزئية مثل الاقتصاد في زمن الأمويين الخطط العمران العلوم التجريبية الطب المصانع، وهذا يضيف قيمة علمية للموسوعة يجعلها تتصدر ما ألف في الباب.

6_ الجرح والتعديل

الموسوعة مليئة بذلك فهناك ذخيرة كبيرة في الجرح والتعديل

فالموسوعة تبين بعمق المجروحين ومن رووا الروايات التي تشوه سير صدر الإسلام.

فقد فند الشيخ المرويات الواهية والضعيفة خاصة في حلبات الصراع المركزي

كالحرة فإن أبطل الامر باستباحة المدينة لعدم وجود طريقة متصلة مسندة صحيحة، وهدم مبالغات الشيعة وكذبهم، وأبطل ما نقل من العدد المهول في القتلى.

وذكر إكرام يزيد لوفد طائفة من أهل المدينة وما وعدوه من الوفاء ثم غدروا به فخلعوا بيعته ونكثوها ثم قاموا بحصار ألف من بني أمية في المدينة من المدنيين العزل نساء وصبيانا وشيوخا وقطعوا الماء حتى كادوا أن يهلكوا، وضربوا عامل المدينة حتى هلك، وأعلنوا الخروج عن الجماعة وخلع يد الطاعة ونكث البيعة.

وموقف ابن الحنفية وسائر علماء آل أبي طالب وبني هاشم كزين العابدين وابن عباس وغيرهم.

تبين من الرواية عن محمد بن الحنفية كذب أن يزيد شرب الخمر وترك الصلاة وقد أقام عليهم الحجة وناظرهم عن معرفة.

ولم يخرج أحد من بني هاشم ولا بني عبد المطلب أيام الحرة بل وفوا بالبيعة وكذا عموم الصحابة المجتهدين والمفتين وغيرهم سوى من في صحبته خلاف كابن حنضلة

وكان الشيخ في مثل هذه المضايق محلالا ناقدا بأمانة علمية لأن هذه الصفة المرضية عند الله

قال سبحانه «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌كُونُوا ‌قَوَّامِينَ ‌بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (135)»

 

7_ الوضع السياسي والدولة ومواقف العلماء كان جانبا مهما جدا

وهذا من أهم ما أبرزته هذه الموسوعة لأن دور العالم مهم في الحياة وتوجيه الدفة وتصويب المسار ببوصلة الشرع والشريعة.

وهذا ما برز من أول الموسوعة إلى آخرها فهي تعتبر مرجعا علميا مهما للعلماء.

 

سابعا: تهنئة وتوصية

 

أخيرا أختم بتهنئة لأخي وصديقي مؤرخ الإسلام على هذا السفر المهم من تاريخ هذه الدولة المباركة أعظم دول الإسلام بعد الراشدين.

وإني هنا أدعو العلماء والفقهاء وطلاب العلم إلى العناية التاريخية والتضلع في هذا الباب

فإن التاريخ هو الحياة هو الماضي هو الآن هو المستقبل.

إن الموسوعة مليئة بفلسفة التاريخ كما هو عادة الشيخ في كتبه وهذا هو الجانب الأهم في السردية التاريخية، الالتفات إلى سنن الله في الخلق والدول والنهوض والحكام والافراد والعلماء.

كل هذا من أهم ما ينبغي على العالم وطالب العلم أن يحصله.

 

ثامنا: من عظيم حرص الشيخ على الحق والتحري في النقل أنه راسلني بعد تواصلنا مسبقا أن أضع بعض التصحيحات على أمور رأى التنبيه عليها وهي تتعلق بنقل كلام الائمة على وجهه الصحيح الثابت وهي ما يلي:

 

1_ رواية البخاري في حديث عمار ليس فيها ذكر الفئة الباغية وهي مدرجة معلة في البخاري لذلك تحاشاها البخاري كما قال الحافظ وسأنقل كلامه:

قال الحافظ: «فتح الباري» لابن حجر (1/ 542 ط السلفية): « ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الحديث، واعلم أن هذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في الجمع، وقال: إن البخاري لم يذكرها أصلا، وكذا قال أبو مسعود. قال الحميدي: ولعلها لم تقع للبخاري، أو وقعت فحذفها عمدا. قال: وقد أخرجها الإسماعيلي، والبرقاني في هذا الحديث. قلت: ويظهر لي أن البخاري حذفها عمدا وذلك لنكتة خفية، وهي أن أبا سعيد الخدري اعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة» إلى أن قال بعد ذكر أنها ليست على شرط البخاري «فتح الباري» لابن حجر (1/ 543 ط السلفية):

«فاقتصر البخاري على القدر الذي سمعه أبو سعيد من النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره، وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الاطلاع على علل الأحاديث.» انتهى.

وعليه فالرواية في البخاري: (كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم، فينفض التراب عنه ويقول: ويح عمار ‌يدعوهم ‌إلى ‌الجنة ويدعونه إلى النار، قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن) انتهى. بدون الإدراج الذي نبه عليه الحافظ.

 

2_ كذلك تفسير كلام ابن المسيب مختلف فيه لذلك قال ابن الملقن «التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (21/ 100):

«قال الداودي: عني بالفتنة الأولى مقتل الحسين رضي الله عنه، والثالثة الفتنة التي كانت بالعراق مع الأزارقة وغيرهم.

وقال ابن التين: الثانية يحتمل أن تكون يوم خرج بالمدينة أبو حمزة الخارجي؛ لأن يحيى بن سعيد قال: لم نترك الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ كان الرسول إلا ثلاثة أيام: لما قتل عثمان، ويوم الحرة قال مالك: ونسيت الثالثة. قال: محمد بن عبد الحكم هو يوم خرج بها أبو حمزة الخارجي. قال مالك: قتل يوم الحرة سبعمائة ممن حمل القرآن. قال أبو القاسم: أشك أن فيهم أربعة من الصحابة.»

فتفسيرها متعقب يحتاج لإعادة النظر، لأن الرواية متنها متناقض.

 

تفسير هام في كلام ابن عمر بالفئة الباغية:

 

3_ تفسير كلام ابن عمر أنه عنى بالفئة الباغية ابن الزبير هي الرواية الصحيحة الثابتة وقد ساق ذلك البيهقي بأسانيد صحيحة وكذلك الذهبي قال في «سير أعلام النبلاء» (3/ 229):

«الزهري: عن حمزة بن عبد الله، قال:

أقبل ابن عمر علينا، فقال: ما وجدت في نفسي شيئا من أمر هذه الأمة، ما وجدت في نفسي من أن أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله.

قلنا: ومن ترى الفئة الباغية؟

 

قال: ‌ابن ‌الزبير، ‌بغى ‌على ‌هؤلاء ‌القوم، فأخرجهم من ديارهم، ونكث عهدهم»

قلت: و سنده صحيح

قال الحافظ «فتح الباري» لابن حجر (13/ 72 ط السلفية):

«وقد وقع في نسخة شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه في قصة الرجل الذي سأله عن قول الله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} الآية أن ابن عمر قال: ما وجدت في نفسي في شيء من أمر هذه الأمة ما وجدت في نفسي أني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمر الله زاد يعقوب بن سفيان في تاريخه من وجه آخر عن الزهري: قال حمزة فقلنا له: ومن ترى الفئة الباغية؟ قال: ‌ابن ‌الزبير ‌بغى ‌على ‌هؤلاء ‌القوم – يعني بني أمية – فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم.»

وأوردها الذهبي في تاريخ الإسلام وضعف رواية أن المقصود الحجاج بن يوسف «تاريخ الإسلام – ت تدمري» (5/ 465):

«وقال الزهري: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر قال: أقبل علينا ابن عمر فقال: ما وجدت في نفسي من أمر هذه الأمة ما وجدت في نفسي من أن أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله، فقلنا له: ومن ترى الفئة الباغية؟ قال:

ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم، فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم .

العوام بن حوشب، عن عياش العامري، عن سعيد بن جبير قال: لما احتضر ابن عمر قال: ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وأني ‌لم ‌أقاتل ‌هذه ‌الفئة ‌الباغية التي نزلت بنا، يعني الحجاج .

قلت: هذا ظن من بعض الرواة، وإلا فهو قد قال الفئة الباغية ابن الزبير كما تقدم، والله أعلم.» انتهى

وضعف رواية أن المقصود علي بن أبي طالب بالانقطاع كما في «سير أعلام النبلاء» (3/ 231):

قال «وأما عبد العزيز بن سياه: فرواه عنه ثقتان، عن حبيب بن أبي ثابت:

أن ابن عمر، قال: ما آسى على شيء فاتني إلا أني لم أقاتل مع علي الفئة الباغية.

فهذا منقطع.» انتهى.

 

4_ كذلك قمت بتتبع روايات الحرة الصحيحة وبعد بحث شديد تبين لي أنه لم يثبت من طريق صحيح أن يزيد بن معاوية أمر باستباحة المدينة ثلاثا، ثم اطلعت على قول محقق تاريخ الطبري في «صحيح وضعيف تاريخ الطبري» (4/ 86):

«إلَّا أننا لم نجد رواية تاريخية صحيحة تؤكد أن يزيد بن معاوية أمر ‌باستحلال ‌المدينة لثلاثة أيام أو أن جيش الشام استحل المدينة لثلاثة أيام» انتهى

هذا ما حرص فضيلة الشيخ على إيضاحه هنا لأن النسخة كانت قد دخلت المطبعة فلم ندرك التصحيح فيها فجزاه الله خيرا على حرصه الشديد على الحق والتحري.

 

أ.د. فضل بن عبد الله مراد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.