خير القرون …. لماذا؟
أ.د. فضل بن عبد الله مراد
رئيس منصة الإفتاء اليمنية
مؤسس مشروع فقه العصر التجديدي
جاء في «صحيح البخاري» (5/ 2362):
«عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء من بعدهم قوم: تسبق شهادتهم أيمانهم، وأيمانهم شهادتهم).»
نعم إنها القرون الثلاثة المؤسسة للنهضة أعلامها وأعمالها وعلومها
نظرات استقرائية في الخيرية المنصوصة وأثرها في نهضة الأمة إلى عصرنا
عهد الرسالة من (إقرأ) إلى (اليوم أكملت)
طبقات الصحابة حياتهم وآثارهم على نهوض الأمة
السياسة والحكم، القرآن وعلومه وتفسيره، الفقه أصوله، الحديث وعلومه، اللغة وعلومها وعلماؤها العلوم الإنسانية والتاريخية، النهضة الاقتصادية والمالية، الأمن الغذائي العالمي، النهضة التعليمية والعلمية العمران والمجتمع، السلوك والأخلاق، الجيش والقوات المسلحة وقوادها وسياسات الاختيار القيادية و العلاقات الدولية وأصولها ، الدولة والسياسية وآليات انتقال الحكم والسلطة، سياسات التعيين،
لقد رأيت في النص النبوي الثابت : خير القرون قرني فقمت بتتبع الحركة العلمية والسياسية والدولية في هذه القرون
الثلاثة فوجدت أن جميع العلوم التي نهضت بالأمة في جغرافيا ضاربه من الصين إلى الاندلس ومن تخوم فرنسا إلى اندنوسيا
كانت مراحلها المركزية والتأسيسية في هذه القرون
أما من تلاهم فهم مغترفون منهم فقط، في العلوم اللغوية والتفسيرية والحديثية والفقهية وما تشكل من مدارس كانت في هذه القرون الثلاثة.
وامتدت إلى رأس المئة الثالثة بل ونصف الرابعة
لأني أرى أن كل من ولد من الأئمة في القرن الثالث فهو مشمول بالخيرية ومنهم
بل قد تلحق بهم طبقة تالية ممن أدركوا آخر طبقات عصر خير القرون لأن ما جاور الشيء أعطي حكمه لذلك كان ابن المسيب وطبقته ممن أدرك الصحابة في الفضل والفقه ومركزية الشخصية في الأمة أعلى كعبا من صغار التابعين. … ومن هذه الطبقة يمكن أن نعد
مثل الماوردي علي بن محمد «قال الخطيب: كتب عنه وكان ثقة ومات في شهر ربيع الأول من سنة خمسين وأربع مئة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب وقد كان بلغ ستاً وثمانين سنة.»
فوفاته عام 450ه وهو من مواليد القرن الثالث أدرك منه 37 عاما
فهذا مثال لإمام في التفسير والفقه والسياسة الشرعية وغير ذلك،
وعلم التفسير بدأ من الصحابة كابن عباس وابن مسعود إلى أصحابهم وقد ألف مجاهد وهو من القرن الأول ووفاته 104ه ولا يزال هذا العلم في نمو إلى أن جاء إمام المفسرين الإمام المجتهد النظار أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (224 – 310 هـ).
وهكذا نجد أن عصر الرواية ونقادها كان في عصر خير القرون وختمت. محمد بن حبان بن أحمد التميمي البُستي (ت 354 هـ) «سير أعلام النبلاء» (16/ 93):
«ولد سنة بضع وسبعين ومائتين» «سير أعلام النبلاء» (16/ 102):
«توفي ابن حبان بسجستان بمدينة بست في شوال سنة أربع وخمسين وثلاث مائة، وهو في عشر الثمانين.»
ونجد أصحاب المذاهب التلاميذ والطبقة التالية من القرن الثالث: كالخلال الحنبلي مثلا (ت 311هـ)
والخرقي المؤلف: أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله الخرقي (ت 334هـ)
ومن المالكية الأبهري «الفهرست» (ص249)
وفي هذه المرحلة من الاجتهاد والتأصيل والتنزيل نزلت بالأمة حوادث ومستجدات وتم الفصل في أهم النوازل المركزية مثل الأصل السياسي للدولة وهو آلية الخلافة وكيفية نصب الإمام
ومن يستحق هذا المنصب
كما تميز هذا العصر بظهور المفتين في الصحابة وتلاميذهم ومن بعدهم على مستوى الجغرافيا المترامية في الأمة،
وتميز بمباحثة الصحابة ومناقشاتهم العلمية، وظهور الفقه السياسي والمالي والمدني المجتمعي وبروزه بشكل واضح،
كما تميز هذا العصر بالحسم في الاجتهاد المفصلية في هذه المرحلة منها:
_ البيعة وآليات الوصول للمنصب الأعلى
_ منصب الخلافة
_ ترتيب الدولة
_ فقه المال العام والسوق .
_ جمع القرآن حفظ الدين والقرآن والسنة.
_ أوقاف الأمة وثرواتها الجغرافية.
_ تعيين الولاة و القضاة والمفتين
_ العلاقات الدولية وتوسع بلاد الإسلام
_ الجانب الأمني والعسكري وتعيينهم وسياسة اختيارهم
وتميز كذلك بظهور المدارس الفقهية وما لها من أصول تتكئ عليها في النظر وقد أجمعوا على الكتاب والسنة والاجماع والقياس، ثم اختلفوا في الاحتجاج بأمور منها: العمل وقوانين الاستحسان ومنهجيات الموازنات والتعارض.
الخلاصة على المستوى الديني حفظوا أصول الدين
وأصوله
وعلى مستوى الدولة وصلت إلى 32 مليون كم مربع.
وأنت تتصور كيفية إدارة هذه الدولة في غياب التكنولوجيا والتواصل
