Dr.Fadil

الحمولة الخناسية .. من إبليس الأب إلى الخناس الحفيد.

أ.د فضل مراد

0

_الحمولة الخناسية … من إبليس الأب إلى الخناس الحفيد.

_بين النكف ووثائقي المعركة الأخيرة.

المقال يرحل في ثنايات الأسلوب الخناسي الأزلي

يكشف فرائد بلاغية وحيل نفسية

يجيبك عرضا كيف تتقن البلاغة

يلقي الضوء على زاوية الضعف والقوة في الحزب والقبيلة

 

*أ.د. فضل بن عبد الله مراد*

 

(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ ‌هَلْ ‌أَدُلُّكَ ‌عَلَى ‌شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) [سورة طه: 120]

هكذا دخل إبليس إلى نفسة آدم لقد عرف نقاط ضعفه البشرية،تأمل في أسلوب ( هل أدلك )

وهل لا تستعمل إلا للسؤال عن الإثبات أو النفي ولا تكون للسؤال عن حقيقة الشيء وماهيتة

فإذا أردت أن تسأل عن شيء لا تعلمه تقول: ما هو الذكاء الاصطناعي؟

ما هو البيع بالهامش؟

هذا السؤال لا يصلح بأداة (هل) لأنها تستعمل في مرحلة تالية، يعني بعد معرفة الشيء وتصوره وحقيقته.

فالسؤال بها يكون هكذا: هل البيع والشراء بالريبوت جائز؟

لأنك تعرف الريبوت استعملت هل لمرحلة تالية وهي التصديق للحكم إثباته أو نفيه.

وبالمناسبة جميع أدوات الاستفهام ثلاثة أقسام:

1_ الهمزة وتستعمل للتصور والتصديق.

2_ هل للتصديق فقط.

3_ البقية كلها للتصور وهي: من وما ومتى وأيان وكيف وأين وأنى وكم وأيّ.

وهذا مذكور في علوم العربية كالمغني لابن هشام وفي المعاني في علوم البلاغة، ومن أراد معرفة البلاغة فلا أنصحه بشروح السعد التفتازاني ومن نحى نحوه فهي جناية على علم البلاغة، حيث حولها إلى معادلات فلكية رياضية مستعملا علم المنطق

ولم يفهم بلاغة القرآن ولا علم البلاغة حق معرفته وقد صرح بعض العلماء بالسبب في ذلك وهو أنه لم يتذوق اللسان العربي ولم يتغلب على عجمية لسانه كغيره من الأعاجم الذي عاشوا بين قبائل العرب فمهروا أي مهارة.

لذلك خبط خبط عشواء في البلاغة وعلم الأصول وتبعه الكثير من العلماء لأن هذا الأسلوب كان كما نقول اليوم بمثابة صيحة القرن وصار هذا الأسلوب الترند في الوسط العلمي لذلك من أراد الأصول والبلاغة فلا يتبع هذه المدرسة

وعليه أن يبدأ بكتب الجرجاني وأضرابه ثم يقرأ كتب المعاصرين بل يبدأ بها إن كان مبتدئا

الكتب الأكاديمية ككتب عتيق، والجارم والهاشمي، ويرتفع إلى السيوطي في كتبه عن القرآن لا ألفيته، ويقرأ للفراهي، وما في كتاب الزمخشري في التفسير، وكذلك التحرير لابن عاشور.

ثم بعد هذا يمكن أن يطلع على فلكيات شروح التلخيص السعد وغيره.

وعلم البلاغة أجزم لك أنه علم ليلة لمن كان عربيا ذو لسان عربي وعاش بينهم وتذوق أساليبهم.

وإنما جعل البلاغة قطعة من العذاب الذي عسرها وعسر أصول الفقه.

………………………………………………………

إذن أسلوب إبليس مع آدم

لم يكن باحثا عن تصور حقيقة شيء أو حقيقة آدم فهو يعرفه جيدا

ويعرف نقاط ضعفه التي نفذ بها بهذا الأسلوب الذي ألبسه لباس النصح (هل أدلك) يا له من مكر وخداع..

هذا العرض بحد ذاته هو تلاعب بالنفسيات.

لأنك إذا أسررت لأحد بقولك

(هل أدلك على كذا) كنت قد جعلت الكرة في ملعبه والقرار إليه وأدخلته في تفكير وتأمل وموازنات

بعد أن كان مغلقا لهذا الباب

وهذا الأسلوب يستعمله محترفو المبيعات ومحترفو المليشيا والساسة المليشيا تعرف نقاط ضعف القبيلة والفرد اليمني.

فتأتيه من هذا الاتجاه.

(هل تريد كلام أخ … لكن بأسلوب تشتي بلهجة أهل اليمن)

وحينما يريدون استنفار القبيلة وغوايتها يوهمون المشايخ بشجرة الخلد وملك لا يبلى هذا على المستوى الشخصي.

مناصب مال جاه الخ ……

أما القبيلة فنقطة ضعفها وقوتها في نفس الوقت عديدة منها النكف القبلي فيأتي إبليس بذاته بنفس سؤاله القديم لآدم الذي أخرجه من الجنة لكن اليوم يستعمل هل مع لهجة يمنية التي أتقنوها بحكم هجرتهم الفارسية أيام الشظية الرسية (هل عاد شي قبيلة هل عاد فينا نخوة … هل ..هل )

هذا نفسه هو مقال إبليس وأسلوبه ( هل أدلك)

القبيلة صمام أمان لليمن لكن يجب أن تتنبه لأسلوب (هل وأخواتها)

الذي أغوى به إبليس الأول آدم وهو نفسه الذي قال أنا خير منه

ومن العجيب أن الوكيل الحصري له في اليمن يقول أنا خير منه ويستعمل هذا الأسلوب في القبيلة وغوايتها وفي تغذية الصراع والحرب بين اليمنيين نفس الأسلوب لأبليس الأب أيها الأحزاب أيها المشايخ يا قبائل اليمن وقياداته

الذي لا تعلمه الأيام ولا تعظه المصائب سيكون دوما نقطة الألم الذي تستثار لأي وكزة أو عارض.

من طبيعة الأمراض بأنواعها الشفاء سواء الحسية والمعنوية

لأنه( ما أنزل الله من داء إلا أنزل له الشفاء) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهناك أسباب تثير الألم وتذكر به لكن العاقل يوازن بينها وبين ما الشرور الأخرى.

وهناك آلام يجب الترفع عنها وأخطاء يجب أن يقف العاقل أمامها مليا قبل أي خطوة لأنها ستؤدي إلى تحقيق هدف إبليس الذي أخرج آدم الأب من الجنة ولقد رأيت على الساحة قضيتين مثارتين

قضية النكف قضية فلم المعركة الأخير ورأيت ما يحوم حولها من الأساليب الإبليسية في تغذية الفرقة والصراح والألم وفي نفس الوقت يستحث القبيلة لحرب جديدة

لمعرفته بنقطة ضعف القبيلية ونقطة ضعف الأحزاب ويأتي لكل فئة يمنية من جهة الألم والضعف

وهذا هو عينه أسلوب ابليس الاب.

اليمن هي جنتنا والأمن والأمان والاستقرار هو مقومات هذه الجنة

فلا يخرجنكم أيها اليمانيون إبليس من الجنة فتشقى.

استعيذوا بالله من الوسواس الخناس من الجنة والناس

الخناس الذي يغويك لتتخذ قرارات نابعة عن حمية استغلها فيك ثم يتركك لمصريك وقودا للظى وسعير ودماء وفقر وجهل وهو يلوذ إلى طيرمانته الخناسية مرة أخرى ليراقب ويدير معركته الأخرى على السوشل ميديا.

أيها الأقيال يا أحفاد ملوك الدنيا

لا يدخلنكم التآمر الخناسي في صراع ودماء على إخوتكم،

كل شيء وله حل وستذهب هذه الآلام.

في لحظة يمانية حميرية فارقة هي قريبة بلا شك وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

*أ.د. فضل بن عبد الله مراد*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.