لماذا وصلنا إلى هذا ؟
أ.د. فضل عبد الله مراد
أخرج البخاري ومسلم الإجابة عن هذا السؤال
بما قاله أبو بكر رضي الله عنه مجيبا عن تساؤل امرأة من رعيته جاء فيه
«ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت به أئمتكم. »
إن هذه المرأة الذكية
تسأل عن الإسلام وعدله وسلطانه وإقامة أحكامه بين الناس
ما بقاء الأمة على ذلك كله
ما بقاء الشعوب على نظامه وأحكامه.
فأجابها خليفة رسول الله عليه الصلاة والسلام
من موقع السلطة ومن موقع العلم والفتيا، وهو في حكم المرفوع كما قال بعض الشراح.
لقد كشف لها الصديق رضي الله عنه عن سبب الداء والمشكلة المعضلة التي تنكب الأمة كل مرة
وعن الحل السهل.
إن الحاكم هو سبب مؤثر أكبر ووحيد في تمسك الأمة بدينها
أو انحرافها عنه.
بكل وضوح بقاؤكم عليه ما استقام بكم أو لكم أو به كما في الروايات الحكام والزعماء والرؤوس
وهذا يفسر لنا أين العلة وأين الخلل
في تردي أحوال الأمة اليوم
وتأخرها عن موقع القيادة …
إن قرارا يتخذه ولاة الأمر يغير مستقبل الأمة ووزنها الدولي.
لو صدر قرار
بتوقيع معاهدة الدفاع الاسلامي المشترك بين دول الاسلام
هل تظنون أن يعربد الرخيص الصهيوني أو العلج الأمريكي
على رؤس الأشهاد.
هل تظنون أن مليشيا الدروز أو أخواتها في المذهب الباطني
يمكن أن يمموا شطر حراس الهيكل الصهيوني أو يتخادموا معه على حساب الأمة
كلا إن ذلك لن يحصل.
إذا الحل بيد حكامنا وحكوماتنا.
إما أن يستجيبوا لصوت العقل والدين أو ينتظروا ما يظنون أنه لن يأتي.
