سلسلة إنقاذ الناس من الأباطيل في الدين 5 :
أ.د. فضل بن عبد الله مراد
سأكتفي اليوم بالنقل عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ولن أزيد لأنا قد نقلنا قبلا ما فيه الكفاية:
أولأ حديث: أنا مدينة علم وعلي بابها كذب
قاله أحمد جاء «المنتخب من علل الخلال» (1/ 208):
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا مدينة العلم، وعلي بابها”.
فقال أحمد: قبح الله أبا الصلت، ذاك ذكر عن عبد الرزاق حديثا ليس له أصل.
وعن الأعمش بحديث: “أنا مدينة العلم وعلي بابها”، وهذا حديث كذب ليس له أصل.
ثانيا: حديث: اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه كذب باطل
جاء في العلل للخلال عن أحمد بن حنبل وفيه:
عن ابن طاوس، عن أبيه: أخبرني أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: “اللهم وال من والاه وعاد من عاداه”.
فأنكره أبو عبد الله، وكأنه لم يشك أن هذين كذب.
قال ابن تيمية: «منهاج السنة النبوية» (7/ 55):
أن هذا اللفظ، وهو قوله: ” «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله» ” كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث.
«منهاج السنة النبوية» (7/ 319):
وأما قوله: ” «من كنت مولاه فعلي مولاه» ” فليس هو في الصحاح (8) لكن هو مما رواه العلماء، وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري، وإبراهيم الحربي، وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه كما حسنه الترمذي، انتهى.
ثالثا: حديث: تقتل عمار الفئة الباغية
ضعيف من جميع طرقه قاله أحمد وابن معين وأبو خيثمة والمعيطي في حلقة درس بين أهل العلم وطلابه.
جاء في «المنتخب من علل الخلال» (1/ 222):
في أخبار «*صفين والجمل*
131 – أخبرنا إسماعيل الصفار قال: سمعت أبا أمية محمد بن إبراهيم يقول: سمعت في حلقة أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبي خيثمة، والمعيطي، وذكروا: “تقتل عمارا الفئة الباغية”.
فقالوا: ما فيه حديث صحيح.
سمعت عبد الله بن إبراهيم قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: روي في عمار: “تقتله الفئة الباغية” ثمانية وعشرون حديثا، ليس فيها حديث صحيح
رابعا: اعتزال عشرة آلاف صحابي فتنة صفين والجمل وكذب الكوفيين عليهم :
جاء في علل الخلال عن أحمد بن حنبل:
132 – أخبرنا عبد الله: حدثني أبي: ثنا أمية بن خالد، قال: قلت لشعبة: إن أبا شيبة حدثنا عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه قال: شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلا. فقال: كذب، والله لقد ذاكرت الحكم بذلك وذكرنا في بيته فما وجدنا شهد صفين من أهل بدر سوى خزيمة بن ثابت. ل أبي: وحدثنا روح، قال: كان شعبة ينكر أن يكون أبو الهيثم ابن التيهان شهد صفين.
قال أبي: حدثنا إسماعيل: ثنا منصور بن عبد الرحمن، قال: قال الشعبي: لم يشهد الجمل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير علي، وعمار وطلحة، والزبير، فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب.
خامسا: كذب أهل الكوفة على أبي جحيفة أنه شهد الجمل:
جاء في العلل لأحمد:
133 – وحدثنا روح: ثنا شعبة، قال: كان أبو جحيفة مع علي يوم الجمل على أهل المدينة.
أخبرني محمد بن أبي هارون أن إسحاق بن إبراهيم، قال: قال أبو عبد الله: أما هوه فلحق بالديلم فلم يشهد الجمل، ثم قال: أما أهل الكوفة لو قدروا يلطخون كل واحد لفعلوا.. انتهى
سادسا: الأئمة من قريش:
قال أحمد ليس له أصل:
جاء في «المنتخب من علل الخلال» (1/ 159):
«*ذكر قريش*
80 – أخبرنا سليمان بن الأشعث، قال: سمعت أبا عبد الله سئل عن حديث إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: “الأئمة من قريش”.
قال: ليس هذا في كتب إبراهيم، لا ينبغي أن يكون له أصل.»
سابعا: كذب الكوفيين في الأحاديث:
حديث السلام عليك يا مولانا: وحديث الثقلين وحديث علي سيد العرب
كلها منكرة من دائرة الكذب الكوفي
جاء عن الإمام أحمد في «المنتخب من علل الخلال» (1/ 206):
«116 – قال: وحدثنا أبو عبد الله بحديث جسر، عن رباح، عن أبي أيوب أنه جاء علي ومعه رهط من الأنصار، فقالوا: السلام عليك يا مولانا.
فلما فرغ منه، قال: الكوفيون يجيئون بالعجائب.
117 – قال: وحدثنا بحديث عبد الملك، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إني قد تركت فيكم الثقلين”.
فلما فرغ منه، قال: أحاديث الكوفيين هذه مناكير.
118 – قال: وسمعت أبا عبد الله، ذكر له: عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب”.
فأكره إنكار شديدا.» انتهى.
أ.د. فضل بن عبد الله مراد
