كلمة العلماء للعلامة الشيخ/ محمد علي عجلان في الفعالية لتدشين ثورة الفقه أ.د فضل مراد
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله
وبعد:
فهذا اللقاء المبارك كان حقيقة لقاء مفاجئا ولقاء علميا ولقاء كبيرا بكل ما تحمله الكلمة من معاني وكان من حقه أن يكون في أوسع مكان وأن يدعى له على أوسع نطاق وأن تحتفل به اليمن وأن تحتفل به أمة الإسلام كافة لترى مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم “الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية” فلا يزال الفرد في هذه الديار المباركة يؤتي ثمارها وأنت تقرأ الفقه وتتصفح كتب الفقه وتعيش مع أبواب الفقه التي تبدأ بفقه الطهارة والصلاة والعبادة والمعاملات وما إلى ذلك وتلتفت إلى مستجدات العصر التي تتسارع حثيثا والتي تولد كل يوم أشياء جديدة والتي تفتح مجالات وآفاق من المعرفة كبيرة واسعة وتتلفت: أين فقهها أين نظامها أين فتواها أين ميزانها الشرعي، فلا تجد إلا شذرات من أصول وشذرات فروع من هنا وهناك تحتاج إلى الفقيه المجتهد المعاصر الجامع بين فقه الواقع الذي يعيش فيه ومعطيات العصر الزاخرة بالتنوع العلمي في مختلف الميادين والمجالات وبين فقه النص الشرعي الفقه الصحيح السليم والرأي السديد الثاقب الذي لا يضرب بقول من مضى عرض الحائط يأخذ منهم ويتأدب معهم وينقل عنهم ويروي عنهم ويأخذ من حيث أخذوا مع كامل الأدب والتقدير والاحترام ومع مبدأ كل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم. كان في الحقيقة هذه المسألة ثغرة كبيرة يتلفت الإنسان المهتم بقضية الفقه الشرعي وأصوله وفروعه وقواعده فلا يرى لها رجلا أو رجالا على مستوى أن تمتلئ هذه الثغرة بهذه القواعد وبهذا التأصيل الشرعي المستند على صخر من القوة والمتانة والمستبصر بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الأئمة وأهل العلم من قبله حتى جاء هذا الشيخ الفاضل وهذا الولد الشاب وهذا الدكتور العالم المجتهد الذي أكرمه الله تعالى بنور البصيرة وسعة الاطلاع وبارك له في الوقت وأعطاه الله من العلم ما استطاع أن يجيب به على آلاف التساؤلات وما استطاع أن يسد به ثغرات وما استطاع أن يلج فيه مجالات على ضوء تلك الأصول التي ما ولجها العلماء والفقهاء والمحققون والمستنبطون من قبله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
أقول أن الولد البار الشيخ الدكتور فضل بن عبدالله مراد، الحقيقة أنه دفع عنا وعن علماء الشريعة الإسلامية واجبا كنا نراه أنه من الواجبات الملحة ومن الفرائض المحتمة ومن الأشياء العاجلة ونقف عنده وأمامه موقف العاجز لأنه يحتاج إلى خوض غمار يحتاج إلى شجاعة يحتاج إلى قوة علم يحتاج إلى قوة إرادة يحتاج إلى فراغ يحتاج أيضا إلى توفيق من الله سبحانه وتعالى. فمن الله عزوجل علينا بهذه الموهبة المباركة وجاء فضيلة هذا الشيخ المبارك فسد بهذه المقدمة المباركة مسدا كبيرا حينما سمعته يتحدث عنها وحينما رأيت هذه السطور وحينما قرأت هذه المجلدات وحينما نظرت إليها ولم أقرأها ولم أرها إلا الساعة ولم أسمع عن الموضوع إلا الساعة حينما نظرت إليها قلت: لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم “والفقه يمان”. وصدقت حكمة القائلين من قبلنا: كم ترك الأول للآخر.
كثير من الناس قالوا أبواب الاجتهاد مسدودة وقالوا لا يجتهد إلا التأليف وقالوا كل شيء موجود وقالوا الكتاب الفلاني والموسوعة الفلانية فيها كل ما يحتاج إليه الناس ويظل هذا وقفا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم “عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول”. كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هي العصمة وهي الكفاية أما من أراد أن يبحث وأن يؤصل وأن يفصل وأن يجيب على تساؤلات مختلفة في مختلف الميادين فتظل المسألة أمامه مفتوحة وتظل الرغبة بل وفريضة البيان ملحة فأكثر ما نقول جزاك الله أخي الكريم الأستاذ الدكتور فضل بن عبدالله مراد عن الإسلام والمسلمين وعن الفقه الشرعي وعن الفقهاء وعن الأئمة العاملين أكرم ما جازى عالما وباحثا فلو رآك أئمة الفقه وأعلام الهدى لأحبوك ولدعو لك بخير ولقبلوا رأسك السامق الكبير ولرأوا أنك أتيت بما لم تأت به الأوائل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، شكر الله لك وشكر الله لكم حضوركم وإن كان هذا الحضور على هذه المأدبة المباركة كانت تحتاج إلى دعوة يجتمع فيها كثير من أئمة العلم وفقهاء الأمصار في هذا العصر ويحتاج الاحتفال بظهور هذا الكتاب إلى دعوة يتبناها كما ذكرنا برعاية الأخ عبدربه منصور هادي فأنا أشير عليه عند طباعة الكتاب أن يتبنى دعوة عامة تجوب آفاق الأرض وتجمع فقهاء الإسلام من البلاد العربية والإسلامية في تركيا والقارة الهندية وغيرها وحيث ما وجد فقيه وباحث محقق ينبغي أن يدعى وينبغي أن يأتي به للاحتفال بظهور هذا الكتاب وينبغي أن تقدم فيه الدراسات.
هذه كلمة على عجل ولأول مرة أعرف كما ذكرت، شكر الله لكم حضوركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العلامة الشيخ/ محمد علي عجلان
صنعاء ٩-١٠-٢٠١٣م