Dr.Fadil

عن العلامة اليماني الدكتور فضل مراد المجتهد الذي نفخر به 

محمد مصطفى العمراني

0

عن العلامة اليماني الدكتور فضل مراد المجتهد الذي نفخر به

بقلم/ محمد مصطفى العمراني

لو كنت في قطر لسارعت إلى معرض الدوحة الدولي للكتاب وأقتنيت كتب شيخنا العلامة اليماني الدكتور فضل عبدالله مراد أستاذ الشريعة الإسلامية والأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

ففي كتبه جواهر فقيه وكنوز علمية لا يستغني عنها طالب علم أو باحث أو قارئ.

والشيخ فضل مراد هو الامتداد العلمي لمدرسة الاجتهاد العلمي في اليمن والذي يعد شيخ الإسلام الشوكاني أبرز رموزها.

فالشيخ فضل برأيي يسير على نهج شيخ الإسلام الشوكاني ويحمل الكثير من صفاته والتي من أبرزها اقتحام ميدان الاجتهاد بالفتاوى التي تعالج قضايا العصر وإشكالات الواقع فهو صاحب موسوعة “المقدمة في فقه العصر” وغيرها من المؤلفات العلمية الهامة والجهود العلمية الكبيرة، وهو مؤسس مشروع ” فقه العصر ” نموذجا للاجتهاد الذي دعا إليه العلامة الشوكاني وترجمة عملية له.

وإذا كان العلامة الدكتور يوسف القرضاوي _ رحمة الله تغشاه _ قد قال في إحدى المناسبات بأن اليمن لم يبرز فيها منذ عهد الشوكاني علامة بحجم هذا العلم اليماني، فكاني به لو مد الله في عمره إلى أيامنا هذه ورأى مؤلفات شيخنا العلامة الدكتور فضل مراد الكبيرة والثرية وجهوده العلمية وواجتهاداته الفقهية وأنشطته وحضوره لغير رأيه وأعترف بأن شوكاني جديد قد بزغ في سماء الأمة حتى أكتمل بدرا منيرا يبدد ظلمة الجهل بنور العلم الشرعي، ويمزق أستار الظلام بسيف الحق، فهو يقول كلمة الحق في كل محفل ولا يخشى في الله لومة لائم.

ومن المؤسف أن أبناء اليمن كما ذكر شيخ الإسلام العلامة محمد بن علي الشوكاني في الجزء الثاني من كتابه البدر الطالع صـ 92 : ( لهم عناية كاملة ورغبة وافرة في دفن محاسن أكابرهم وطمس آثار مفاخرهم، فلا يرفعون إلى ما يصدر عن أعيانهم من نظم أَو نثر أَو تصنيف رأْسًا، وهذا مع توفر رغباتهم إلى الاطلاع على ما يصدر من غيرهم والاشتغال الْكامل بِمعرِفة أَحوال سائِر الطوائف والإكباب على كتبهم التاريخية وغيرها، وإني لأكثر التعجب من اختصاص المذكورين بهذه الخصلة التي كانت سببًا لدفن سابقهم ولاحقهم وغمط رفيع قدر عالمهم وفاضلهم وشاعرهم وسائر أكابرهم).

فإننا اليوم نأمل أن يسعى أبناء اليمن لإبراز آثار كبارهم، والإشادة بجهود أعلامهم، والاستنارة بأطروحاتهم.

فبهذا العلم الشرعي ساد الكثير من الأعلام وصاروا نجوما يهتدى بهم، يجالسون الملوك ويتحدثون مع الزعماء وتسير خلفهم الأمة، ساد أولئك الأعلام بالعلم وقد كانوا مجرد أرقام في تعداد الخلق لا مكانة لهم فصاروا بالعلم نجوما في السماء يهتدي بهم الناس.

وهذا العلم يجعل من العالم ولو كان أسود البشرة من العجم ممن لا يعرف له أصل محط أنظار الناس ومقصد طلاب العلم من كل فج عميق، وله في القلوب محبة وفي النفوس مهابة وفي الدنيا مكانة وعند الله منزلة عظيمة وكل هذا بفضل العلم الشرعي وبركته.

ولو أن شيخنا العلامة فضل مراد لم يرحل في طلب العلم الشرعي رحلته الطويلة منذ أكثر من أربعين عاما، ولو أنه ظل في قريته تلك التي تنزوي بين جبال ريمة لعاش مثل أي فرد في تلك القرية، عمل وتزوج ثم خلف ثم مات ولم يعلم به أحد.!

ولكن السعي في طلب وبذل الجهد والصبر والترحال في الطلب، والجلوس في كراسي الدراسة، وسهر الليالي، ومجالسة العلماء وملاحقتهم بالأسئلة، وإتباع نصائحهم والسير على أثرهم لما كان له اليوم كل هذه المكانة الرفيعة، تتسابق القنوات الفضائية على استضافته، وتلاحقه المؤسسات والبنوك الإسلامية ليقيم دورات فيها، وتتشرف به المجالس، وتتعطر به الندوات والفعاليات، ويتابعه كل هذه الجماهير في عموم الأمة.

فهنيئا لليمن والأمة الإسلامية بهذا العلم الذي أثرى المكتبة الفقهية، وأضاف الكثير وما يزال يواصل العطاء.

بارك الله بجهوده وجهود كل علماء الأمة ونفع بهم ووفقهم لكل خير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.