Dr.Fadil

نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينعي الشيخ/ الزنداني

د. عصام البشير 

0

بسم الله الرحمن الرحيم

ببالغ الحزن والأسى تلقيت اليوم نبأ وفاة فضيلة الشيخ المجاهد العلامة عبدالمجيد الزنداني الذي وافته المنية اليوم عن عمر يناهز ٨٢ عاما قضاها بين أروقة العلم، والدعوة، ونصرة المسلمين والدفاع عن قضاياهم.

 

كان الشيخ عالما مجددا مجاهدا، ونبعا من ينابيع الحكمة اليمانية، التي جرت منها أنهار العلم وقنوات الدعوة والعمل، وستظل يجري له حسناتها إلى أن يشاء الله عز وجل.

 

كان الشيخ عبدالمجيد الزنداني من كبار رموز العلم والدعوة، وقد ترك وراءه إرثًا علميًا وتربويا ودعويا يضيء دروب العلم والمعرفة لأجيال المسلمين.

 

ساهم الشيخ الزنداني بجهوده العلمية الكبيرة في نشر العلوم والفهم الصحيح للإسلام، ومن أهم تلك الجهود النافعة تأسيسه لجامعة الإيمان، التي تعتبر منارة للعلم والمعرفة في العالم الإسلامي، والتي تخرج منها أجيال من العلماء والمفكرين المؤثرين.

 

كما أسس الشيخ الزنداني مع نخبة من العلماء “الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية”، وطاف العالم لمحاورة كبار العلماء حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة فأسلم على يديه عدد كبير من علماء الغرب.

 

ترك الشيخ عددا وافرا من الكتب العلمية التي لها بصمة مميزة ومنها “علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة”، “بينات الرسول ومعجزاته”، “الصفات ومنزلقات الفرق”، وكانت هذه الكتب مرجعًا للباحثين والدارسين في هذه المجالات، لما فيها من عمق التأصيل وقوة الحجة والبيان.

 

لم يكن إبداع الشيخ مقتصرًا على الكتب والأبحاث والمؤتمرات فقط، بل تولى الشيخ عبدالمجيد الزنداني عدة مناصب علمية ودعوية، كان نموذجًا فيها للعالم الذي يجمع بين العلم والدعوة، وبين البحث العلمي والعمل الحركي المجتمعي، وكان من ذلك توليه رئاسة مجلس شورى الإصلاح، ورئاسة هيئة علماء اليمن، كما كان أمينا عاما لهيئة الإعجاز العلمي وغير ذلك من المناصب العلمية.

 

شارك الشيخ عبدالمجيد الزنداني في ثورة الشباب في اليمن، وصدح بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منصة ساحة التغيير ضد الاستبداد في اليمن، وكان له القدح المعلى في نصرة قضية فلسطين ودعم مقاومتها، وما زالت آثار علمه ومواقفه وأقواله تجري كالنهر العذب، نرجو له ثوابها إلى يوم القيامة.

 

رحم الله الشيخ عبدالمجيد الزنداني وأسكنه فسيح جناته، ونسأل الله أن يجعل علمه في ميزان حسناته، وأن يجزيه عنا خير الجزاء، وأن يُلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

الْأَرْضُ تَحْيَا إِذَا مَا عَاشَ عَالِمُهَا

مَتَى يَمُتْ عَالِمٌ مِنْهَا يَمُتْ طَرَفُ

 

كَالْأَرْضِ تَحْيَا إِذَا مَا الْغَيْثُ حَلَّ

بِهَا وَإِنْ أَبَى عَادَ فِي أَكْنَافِهَا التَّلَفُ

 

د. عصام البشير

نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.