Dr.Fadil

سلسلة الإتباع بإحسان (1)

أ.د فضل مراد

0

سلسلة الإتباع بإحسان (1)

 

في أي قسم أنت؟

قاعدة:

1- كل من هاجر فهو من السابقين.

2- جميع الأنصار الذين نصروه وآووه من السابقين.

3- جميع من اتبع هداهم من الذين اسلموا بعدهم من الصحابة وكل من تبع منهج الصحابة بإحسان إلى قيام الساعة

فمن كان من هذه الأصناف الثلاثة فقد كتب الله له الرضى، وأعد له الجنة

ورضى الله والجنة أعظم الفوز

 

قال سبحانه وتعالى:- (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة : 100].

فهذه الآيات نص صريح قاطع باستحقاق المهاجرين والأنصار رضى الله والجنة

وكل من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين

 

واتباعهم بإحسان هو: اتباع ما أحسنوا فيه، والثناء عليهم، والترضي عليهم جميعًا كما ترضى الله عليهم والشهادة لهم بالجنة، ومن الإحسان الإعراض عن هفواتهم وأعراضهم.

قال تعالى: في سورة الحشر : (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ).

 

وفي سورة الأنفال قوله تعالى: (والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم).

 

فمن طعن في الصحابة فهو معاند لله في قوله هذا، والكلام في الصحابة كلام في أعرض وأعظم شيء أن تتكلم في الأعرض تشهيرًا وقدحًا وذمًا وتنقصاً

فمن تنقص الصحابة فليس من التابعين بإحسان.

 

وكل ما جاء في كتب التاريخ السنة وكتب الشيعة خاصة تناقض هذا فلا قيمة لها.

فمن أراد أن يحوز رضوان الله ويدخل جنته فلا سبيل إلا أن يتبع الصحابة بإحسان بالنص.

 

وقد انقسم الناس هذه الأيام في اليمن وغيرها إلى أقسام ثلاثة:-

1- الشيعة وغلاتهم يقدحون في الصحابة فخالفوا نص القرآن بخزعبلات من مروياتهم المناقضة للقرآن، ثم الساسة منهم وظفوا ذلك للصراع والفتة والمال والكرسي، وهذا كله باطل ولا دخل للصحابة بهم وبفتنتهم.

2- غلاة السنة ومن هو محسوب عليهم وهؤلاء قدحوا فيمن غلت فيهم الشيعة من الصحابة، وظنوا أن هذا هو الصواب الذي ينهي الفتنة، بل هو الباطل، والحق إتباع الصحابة بإحسا.

3- أهل العدل وهم من اتبع الصحابة بإحسان، فهؤلاء بينوا عدالة الجميع وهم قسمان: قسم بين للناس أحاديث الفضائل صحة وضعفًا، وأنها لا تدل على المطلوب،

وقسم يحاول نصرة تصحيحها وينظر في دلالتها..

 

والحق أن كل حديث مختلف في صحته اختلافًا شديدًا، لا يستدل به في مواطن النزاع الكبرى مثل هذه فالجواب هو أن يقال إن الأحاديث ثلاثة أقسام، فعليك أن تقول التالي أثناء المناظرة والمناقشة في كل قسم:-

 

1- هذا حديث صحيح بلا خلاف آمنا به ومعناه لغة وشرعًا كذا فلا تحرفوه. وانتهى.

2- وهذا حديث مختلف في صحته فلا يستدل به وانتهى.

3- وهذا حديث ضعيف أو مكذوب فلا يستدل به وانتهى، وهذه هي الطريقة الصحيحة.

 

لأن قولك هذا يقطع النزاع.

والناس لا يفقهون إلا الخلاصة.

 

أ.د فضل مراد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.