نفحة من فقه القرآن… الحج
نفحة من فقه القرآن…
الحج
قوله تعالى
﴿ وَأَذِّن فِی ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ یَأۡتُوكَ رِجَالࣰا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرࣲ یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِیقࣲ﴾
قلت : فيه مشروعية الأذان للحج وهو الإعلام به والإخبار وهذا كلف به إبراهيم عليه السلام
جاء في «تفسير السمعاني» (3/ 434) «قال ابن عباس: وأول من أجابه أهل اليمن، فهم أكثر الناس حجا» انتهى
ويشمل الخطاب محمدا عليه الصلاة والسلام لأن الخطاب يصدق عليه والإتيان إليه .. ومثل هذا الخطاب قوله تعالى (قل هو الله أحد)
فهو خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام ولكل مسلم.
ويشمل الخطاب بالإعلان بالحج ولاة أمور أهل الإسلام لأن الحج من المصالح العامة والتكليف بالقيام بالمصالح العامة متعلق به تعلقا أوليا
وهو اليوم إعلان وزارات الحج في الأرض لأهل الإسلام .
وكان الإخبار بالحج واجبا على إبراهيم وهو اليوم واجب على الجهات المعنية لأنه وسيلة لا يتم التنسيق والترتيب إلا بها
وهي واجبة على الجهات الرسمية. لأن وسائل الواجب واجبة.
أما أذان الحج وهو الإنشاد الذي يصنعه الناس فليس بداخل في هذا.
وفيه: جواز الحج ماشيا لمن استطاع
وفيه: أن الحج ماشيا لمن قدر عليه أفضل لأن الأجر على قدر النصب وإنما حج عليه الصلاة راكبا ليرى الناس المناسك ولأنه يعمل بالوسط حتى لا يشق على أمته.
وفيه: شمول كل ضامر لكل رواحل السفر فتشمل القديم من الخيل والجمال والحديث من وسائل النقل. جوا وبرا وبحرا
لأن الضامر هنا اسم للراحلة كما قال ابن عاشور فمعناه على كل راحلة.
وهو يطلق في الجملة على ما يعد لأن يكون خفيف الحركة من الرواحل.
فيشمل اليوم الطائرات والقطارات والباصات والسيارات
وفي قوله تعالى : فج عميق .. أطلق العميق على البعيد
و العميق هو ما ذهب إلى الأسفل وتطلق كذلك على البعيد
ولعله إشارة اليوم إلى حقيقة جغرافية وهي أن المكان كلما بعد على الجغرافيا اتجه نحو الانحناء إلى الأسفل فهي أعماق الأرض.
#فضل_مراد