Dr.Fadil

سلسلة الإتباع بإحسان (3) 

أ.د فضل مراد

0

 

( لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [الحديد : 10])

في هذا النص أن الله يدخل الجنة جميع من آمن قبل الفتح وبعده من الصحابة (وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ)

فأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي والصحابة كافة

قد رضي الله عنهم وأرضاهم وأعد لهم الجنة.

من كان قبل الفتح ومن جاء بعده، ومن طعن فيهم أو قذفهم فهو ضال مضل.

 

ولهم فضائل لا تحصى في القرآن والسنّة

على وجه العموم والخصوص

 

فقد جاء في الصديق:- (إنَّ أمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومَالِهِ أبو بَكْرٍ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِن أُمَّتي لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ، ولَكِنْ أُخُوَّةُ الإسْلَامِ ومَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ في المَسْجِدِ بَابٌ إلَّا سُدَّ، إلَّا بَابُ أبِي بَكْرٍ. ) البخاري ومسلم

 

وجاء في الفاروق:- (والذي نَفْسِي بيَدِهِ ما لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ، إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ) البخاري.

 

وقال عن عثمان:- (أَلَا أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ). مسلم

وفي الترمذي واحمد بسند حسن ( ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم)

 

وقال عن علي:- ( يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) البخاري.

 

ولهم فضائل كثيرة، وكلها لا تدل على الكرسي ولا السلطة؛ لأنّها مسألة شوروية بين الصحابة ولا تتناسل ولا تتوارث في الذريّة.

 

وقدموا أبا بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، قال القرطبي في تفسير الآية: (وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : سبق النبي صلى الله عليه وسلم ، وصلى أبو بكر وثلث عمر ، فلا أوتى برجل فضلني على أبي بكر إلا جلدته حد المفتري ثمانين جلدة)

 

وعن عبد الله بن أحمد في ” السنة ” (1312) ، وابن أبي عاصم في ” السنة ” (1219) ، والبيهقي في ” الاعتقاد ” (ص: 358) عن علي رضي الله عنه قال : ” لَا يُفَضِّلُنِي أَحَدٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَّا جَلَدْتُهُ حَدَّ الْمُفْتَرِي ” .

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

” ثَبَتَ عَنْ عَلِيٍّ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ أَنَّهُ قَالَ: لَا أوتى بِرَجُلِ يُفَضِّلُنِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ : إلَّا جَلَدْته حَدَّ الْمُفْتَرِي ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (4/ 479) .

 

وقال أيضا :

” رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ مِنْ نَحْوِ ثَمَانِينَ وَجْهًا وَأَكْثَرَ ، أَنَّهُ قَالَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةَ : خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَر ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (4/ 407) .

 

فمن اتبعهم بإحسان فقد فاز

 

تنبيه: تكلمنا عن سؤال الثبوت وما فيه اختلاف شديد في الثبوت فذهب بعض طلاب العلم هداه الله للكلام عن باب التعارض، وباب الثبوت متقدم على التعارض ومختلف عنه، فالفهم الفهم هداكم الله قبل تسويد الصفحات.

 

أ.د. فضل_مراد

أمين لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.