1- الخشوع في الصلاة.
2- الاعراض عن اللغو.
[قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُم ْعَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ]
تأملتُ لماذا افتتحت بهذين العنصرين؟
لماذا تقدما غيرهما من مصفوفة الفلاح الإيماني قبل الزكاة، قبل حفظ الشهوات، قبل المحافظة على العهود والأمانات؟
الخشوع في الصّلاة أول امتحان حقيقي يقيس مستوى المصداقيّة مع الله، والتعلق به والحب له سبحانه- وتعالى-
الخشوع مرحلة فوق مجرد الأداء الذي يقوم به الناس
– العنصر الثاني:- الإعراض عن اللغو إنّ اختيار لفظ الإعراض له دلالة على كثرة المقاومة والمدافعة وكثرة التعرض للغو وأصنافه التي تتحول إلى جزء من العادات الضارة على واجباتك والتزاماتك وأهدافك.
لاحظ المتلازمة الثنائية كيف تصدرت على عناصر أخرى كالزكاة وغيرها؛ لأن الإنتصار الأوّل هنا القوة الحقيقية هنا
تلازم الإعراض بعنصر الخشوع في الصلاة له ملحظ هام
هناك رابطة بين ممارسة اللغو وتراجع منسوب الخشوع في الصّلاة هناك إيقاع مطرد وجودًا وعدمًا قلة وضعفًا
إن الاغراق في اللغو مفسدة تعود على الخشوع بالإبطال الصلاة تصبح صوريّة لا أقل ولا أكثر صحيح أنك تسمع الأذان لكن كـ تذكير بموعد ما أثقله عليك وأنت مرابط على ثغرة اللغو ستركع وتسجد بتلظ وتسارع بلا معني.
إن من أهم مظاهر اللغو المعاصر التماهي مع مصيدة التواصل الإفتراضي المسمّى وسائل التواصل، إنه بمثابة غرسة تحشيش مترامية الأطراف سيئة العواقب أتركها جانبًا وحدد لها وقتًا هامشيًا لتحلق روحك مع الله من خلال هذه الصلاة
هناك تكون قد بدأت وما أسهل ما بعد هذا من عناصر السردية التي أتت في مطلع سورة المؤمنون، الخشوع هو المحور المركزي في هذا كله إنه متشابك باطراد تضاد مع اللغو، إما هذا أو هذا قلة وكثرة وجودًا وعدمًا.
أ.د. فضل_مراد
أمين لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر