من ظنّ أنهُ سيتخصص ويكون مرجعًا في كل علوم الشريعة وآلتها فهو واهم، بل لا يتقن غير فن واحد يكون فيه مختصًا ومشاركًا في البقية
انظر إلى الأئمة الأربعة مثلاً كلهم فقهاء لم يتبحروا ويختصوا في النحو كسيبويه، ولا في الحديث كالدارقطني مثلاً مع مشاركتهم في ذلك عموماً، ومن زعم أن شخصًا تفنن بعمق تخصصي في كل علوم الشريعة فهو لا يعرف ما يقول، الفقيه مثلاً يجب ضرورة أن يتبحر في الفقه، ولابد أن يعرف القرآن وفقهه، لابد أن يعرف الحديث ورجاله، والعلل لا باختصاص، ولابد أن يعرف النحو وعلوم اللسان بهذا المستوى، ولكن لابد أن يتعمق أكثر في الأصول والمقاصد؛ لأنها أصل فنّه، يلي هذا أن يطلع اطلاعًا لا اضطلاعًا بالعلوم الانسانية”كالاجتماع، والسياسة ومقولات الفلسفة “، وأن يكون ذا نوع من المعرفة بعصره بما يخدم تصوره وأحكامه وتكامل شخصيته، لا بتخصص فهذا متعذر، ومن طلب كل شيء فاته كل شيء.
فتخصص يا طالب علم الشريعة ولا تشتت بوصلتك وجهدك فتخيب.
أ.د. فضل_مراد
أمين لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر
