Dr.Fadil

زوجوا الفلبيني بالعربية

أ.د فضل مراد

0

 

من الجاهليات الجهلاء التي يتدثر بها العالم الاسلامي إلى اليوم مسألة الكفاءة النسبية في النكاح

وهذه الخصلة الجاهلية شكلت ضغطا اجتماعيا أثّر على تفكير بعض الفقهاء

فزعموا أن العجمي المسلم ليس كفئا للعربية المسلمة وليس لهم على هذه الخصلة أثارة من دليل منصوص عن الله ولا عن رسوله وبعض العرب جعل بنات علي من فاطمة أفضل من بنات رسول الله نفسه حيث إن رسول الله زوج بناته غير هاشميين وهؤلاء يمنعون ذلك وبعض العرب يحارب تزويج القشام والمزارع والجزار ومن هو أدنى صنعة بل بعضهم لا يزوج من فتح دكانا لكنه يزوج قاطع الطريق وكل هذه جاهليات لا قيمة لها ولا وزن ولا دليل فالإسلام لم يشرع الكفاءة النسبية في الزواج بين المسلمين لا في نص قرآن ولا نص سنة فالهندي والفلبيني والأوروبي والعربي والآسيوي والإفريقي والأمريكي بعضم من بعض

إنه دين للبشرية لا لقبيلة وشعب ولم يشرط سوى الدين.

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] ، وقوله تعالي: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 3] ، ويدل عليه أيضا ما أخرجه الترمذي وحسنه عن أبي حاتم المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير”، قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه قال: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه”، ثلاث مرات. حديث حسن

 

وقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم بناته ولا أحد يكافئ رسول الله

وزوج القرشيات ببقية العرب وزوج عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري أخته من بلال وزوج أبوحذيفة ابن عتبة بن ربيعة بنت أخيه لمولى من الموالى هو سالم مولى لامرأة من الأنصار.

وكذلك المقداد بن عمرو (الأسود) الكندي زوجه رسول الله ببنت عمه

ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب

وزوج أبو بكر أخته الأشعث بن قيس الكندي وزوج علي ابنته أم كلثوم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه.

 

ورضي الله عن إمام دار الهجرة مالك الأصبحي التعزي الحجري اليماني

حيث أسقط هذه الترهات، قيل لمالك: إن بعض هؤلاء القوم فرقوا بين عربية ومولى ، فأعظم ذلك إعظاما شديدا وقال : أهل الإسلام كلهم بعضهم لبعض أكفاء ، لقول الله تعالى في التنزيل : { إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } المدونة الكبرى 3 / 163،.

 

وكان سفيان الثوري يقول : لا تعتبر الكفاءة في النسب ؛ لأن الناس سواسية بالحديث ، قال صلى الله عليه وسلم : ” لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى ” ، وقد تأيد ذلك بقوله تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم }.

 

وقد أشبعنا المسألة في كتابنا المفصل في فقه العصر _أتمه الله _.

 

 

أ.د. فضل مراد

أمين لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.