التطبيع، والصلح، والمعاملة بالحسنى، ثلاثة مصطلحات ستشاهدون تخليطاً وتدليساً من البعض في هذه الأيام.
1- الصلح بين النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وبين قريش لم يكن بينه وبين محتل، ولو احتلت قريشٌ المدينةَ ما كان صلح ولا هدنة.
2- المعاملة بالحسنى جائزة مع كل مسالم بالنص:(لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[الممتحنة: 8] ومحرمة مع المحارب والمعاون له بالنص: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[الممتحنة: 9]
(فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [سورة البقرة:194].
فالهدنة، والصلح، والمعاملة بالحسنى، لا تجوز مع حربي محتل؛ لأنّها اعتراف وإقرار لما احتله، وإسقاط للحق وإذلال للمسلمين، والواجب مع المحتل هو ما فرضه الله في قوله تعالى:
(وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ)[الممتحنة:9].
3- التطبيع هو: “اعتراف بحق المحتل في الأرض وبحقه في قتل وتشريد أهلها وبحقه في قتال الفلسطينيين وقتلهم وتشريدهم ومصادرة أملاكهم”.
التطبيع هو:” دعمهم السياسي والاقتصادي وتقوية مواقفهم وشوكتهم والوقوف في صفهم ضد إخواننا”، لذلك فهو خيانة الأمة وحقها، وتعاون على الإثم والعدوان مع أهل العدوان، ومظاهرة لمن حرّم الله مظاهرتهم ووقوف مع الظالم المعتدي المحارب ضد المسلم المظلوم المعتدى عليه.
أ. د. فضل مراد