Dr.Fadil

44 فائدة من حديث العشر من ذي الحجة

أ.د فضل مراد

0

44 فائدة من حديث العشر من ذي الحجة

 

«عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: ” مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ ” ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ ، قَالَ: ” وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ “»

 

قلتُ: تأملت في هذا الحديث  الصحيح فكتبت منه واستنبطت ” 44  فائدة من  الفقه والأصول والمقاصد والفضائل والعقائد: وثم من العلماء من استنبط منه ويمكن أن نتفق على الكثير منها لا شك

لكن هذا ما  ظهر لي من الحديث والله أعلم.

 

1- فيه أن الفضل يشمل يوم العيد فالعمل الصالح فيه أحبه لله؛ لأنه من العشر وآخرها والناس يغفلون عن ذلك.

 

2- فيه أن هذه العشر أفضل أيام الله من حيث العمل الصالح.

3- وفيه: تفاضل الأعمال الصالحة عند الله وتفاضل الأيام.

4-وفيه أن الأعمال الصالحة تفضل بزمانها.

5- وفيه أن المؤمن الصادق لا يغفل عن هذه الأيام؛ لأن حب المؤمن متعلق بما يحبه الله كيف وهذا العمل أحب عمل إليه لا يوازيه عمل.

6- وفيه رحمة الله بعباده حيث جعل لهم مواسم للطاعات وفتح لهم الفرص السانحة للقربات.

7- وفيه أن أيام العشر في العمل الصالح  أفضل من أيام رمضان والعشر الأواخر، وليلة القدر، وما قاله ابن تيمية من أن ليالي العشر الأواخر أفضل لوجود ليلة القدر ضعيف مصادم للدليل الصريح في أفضيلة أيام العشر.

 

8- وفيه أن الفضل في هذه العشر شامل لياليها ولا دليل على اختصاص النهار بالفضل؛ لأن اليوم يطلق على اليوم والليلة.

وهذا واضح في القرآن والسنة اللسان،

كقوله تعالى :.. “وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ ‌أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ..” أي أيام منى وهي شاملة لليل والنهار بلا ريب. وقوله تعالى.{تمتعوا في داركم ثلاثة أيام} [هود: 65]

ومنه قوله تعالى:” قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَةَ ‌أَيَّامٍ إِلَّا رَمۡزٗاۗ ” وهذا شامل لليل والنهار. “كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ‌ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ”. أما قوله تعالى ففصل بين الليل واليوم” سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ ‌أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ”.؛ لأن نهار اليوم الثامن دخل وتوقف العذاب في الليل؛

لأنه بدأ نهارا مدة ثمانية أيام وتوقف عند الغروب فلم تدخل الليلة التالية

وهذا تفصيل دقيق.

 

وقد أطلق الله الليالي على الأيام في موضع آخر في قصة عاد نفسها فقال : “فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِيٓ أَيَّامٖ نَّحِسَاتٖ لِّنُذِيقَهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَخۡزَىٰۖ وَهُمۡ لَا يُنصَرُونَ”. فقال أيام نحسات ومعلوم دخول الليل فيها.

9- فيه أن صلاة الفريضة في العشر أحب من غيرها.

10- فيه أن العمرة في العشر أفضل من العمرة في غيرها.

11- وفيه حب الله للعمل الصالح وبغضه لعمل السيئات.

12- فيه فرصة سانحة لمن كان في الحرم حيث تضاعف الأعمال في العشر لاجتماع مضاعفة المكان وهو الحرم بمئة ألف صلاة وكونها في العشر.

13- فيه أن النوافل في العشر أفضل من غيرها.

14- وفيه أن أفضل الأعمال الجهاد في سبيل الله وكان ذلك متقررا عند الصحابة لذلك سألوا رسول الله  ولا الجهاد في سبيل الله؟ فأقرهم على ذلك.

15- وفيه أن العمل الصالح في العشر يفوق الجهاد في غيرها.

16- وفيه أن من قتل في سبيل الله أفضل عند الله من أي عمل صالح ولو كان في العشر.

17- وفيه أن جهاد العدو في العشر من ذي الحجة بشروطه يكون حين ذلك أفضل الأعمال استشهد أم لا.

18- وفيه أن الخروج بالنفس والمال أعظم الجهاد في سبيل الله.

19- وفيه أن صيام كفارة المحظورات أو التمتع لمن لم يقدر على الهدي أفضله في العشر.

20- وفيه أن الأزمنة ليست سواء فهناك أزمنة مباركة أفضل من غيرها.

21- وفيه أن من عليه قضاء رمضان قضاء في هذه العشر فهو أحب لذلك كان يفتي به عمر.

22- وفيه إثبات صفة المحبة لله صفة تليق به سبحانه.

23- وفيه أن يوم صوم عرفة له فضيلتان الأولى أنه عمل صالح في العشر من ذي الحجة فصيامه أحب الصيام لله الثانية أنه صح أنه يكفر ذنوب سنتين.

24- وفيه أن المعاصي في هذه الأيام يعظم قبحها؛ لأنها أيام اختصها الله للصالحات.

25- وفيها مندوبية الإكثار  والتنويع من العمل الصالح في هذه العشر فرضا ونفلا؛ لأن بالاكثار والتنويع تكثر الفضائل.

26- وفيه خصوصية عظيم الإكثار من ذكر الله في هذه العشر للنص عليه في الحديث الصحيح(فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ).

 

27- وفيه مشروعية الجهر والسر بالتكبير والتهليل فرادى وجماعات في هذه العشر؛ لأنه عمل صالح فمن زعم اقتصار ذلك على هيئة معينة لزمه الدليل على المنع

وقد ثبت أن ابن عمر وأباهريرة كانا يكبران في العشر قال البخاري صحيح البخاري (2/ 20 ط السلطانية): «وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما وكبر محمد بن علي خلف النافلة».

28- وفيه أن ذبح الأضحية يوم العيد أفضل من ثانيه وبقية أيام التشريق؛ لأن الأضحية عمل صالح والعيد من العشر.

29- وفيه فضل صلاة العيد والتكبير فيه وصلة الأرحام فيه وتفقد المساكين والجيران؛ لأن العيد آخر أيام العشر وهذه من الأعمال الصالحة فتكون أحب إلى الله.

30- وفيه أن الفطر للحاج أفضل وأحب إلى الله من الصوم؛ لأن أعمال الحج ومناسكه والدعاء والوقوف هي نسكه المتعين، والصوم وإن كان من العمل الصالح إلا أنه يضعف الحاج عن أعمال الحج التي هي مشروعة على وجه الخصوص له، ولذلك أفطر النبي عليه الصلاة والسلام بعرفة وثبت عن الخلفاء بعده.

31- وفيه عظيم منزلة الحج وأعماله؛ لأن الله خصص له العشر التي العمل الصالح فيها أحب إليه.

32- وفيه أن يوم عيد الأضحى أفضل في العمل الصالح من يوم عيد الفطر.

33- وفيه أن الأعمال الفاضلة إذا تزاحمت قدم التكليف المتعلق بالوقت وكان أفضل

لذلك كان الفطر للحاج أفضل من الصيام يوم عرفة.

34- وفيه أن إتمام مناسك الحج وطواف الإفاضة يوم العيد أفضل من تأخيره

إدراكا لفضل العشر ولذلك أكمل رسول الله حجه وتحلل يوم العيد وصلى الظهر بمنى بعد طواف الإفاضة.

35- وفيه أن اجتماع العبادات يضاعف الفضيلة لذلك اجتمع في العشر الحج والصوم والعيد والصلاة والأضحية وذكر الله كثيرا.

36- وفيه أن الأيام الفاضلة يستحب حث الناس على استغلالها والتنبيه عليها

لذلك حث النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه على ذلك.

37- وفيه السؤال عن إشكال التعارض فقد سأل الصحابة عن تعارض العمل في العشر مع فضل الجهاد.

38- وفيه أن ما النافية وما في سياقها من النكرة من ألفاظ العموم.

39- وفيه أن العام يبقى على عمومه ويخرج عنه ما استثني؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام استثنى المجاهد الذي استشهد وذهب ماله فهذا أفضل من العمل الصالح في العشر.

40- وفيه تقديم مقصد حفظ النفس على غيره في الرتبة لذلك كان الجهاد في سبيل الله أعظم الأعمال مطلقا ويفوق العمل في العشر من قدم نفسه لمرضات الله وهي أعظم مقصد جاء الدين لحفظه.

41- وفيه حل إشكال التعارض.

42- وفيه أن العمل يشمل القول والفعل.

43- وفيه أن “ال” في المفرد تدل على العموم وهذا ما فهمه الصحابة (العمل الصالح).

44- وفيه أن الصدقة الجارية بعد الموت من وقف أو تعليم علم أحب إلى الله في هذه العشر ، فمن أراد وقفا أو نشر علم أو تأليفه أو تدريسه فهذه العشر أفضل.

 

#فضل_مراد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.